الأحد 19 شوّال 1445 - 28 ابريل 2024
العربية

ما حكم العمل في جمع المقالات المتعلقة بالصحة والثقافة الجنسية؟

329311

تاريخ النشر : 11-01-2024

المشاهدات : 683

السؤال

أعمل في شركة للرعاية الصحية، تعمل على القضاء على الأمراض المنقولة جنسياً، في العمل أحتاج إلى القيام بمهمة جمع المقالات التي تحتوي على محتوى يتعلق بالصحّة الجنسية، مثل كيف تجعل شريك حياتك سعيدًا، كيف تمنح نفسك المتعة، ثقافة المُواعدة، تطبيقات المُواعدة، معرفة كيف تواعد شخصا، وما إلى ذلك وفقا لثقافة البلد حيث توجد هذه الشركة. على الرغم من أنني لا أؤيد ذلك، فإن جزءًا من وظيفتي هو جمع مثل هذه المقالات من مواقع الويب التي يتمّ نشرها فيه، وإضافة معلوماتهم في قاعدة البيانات، لا أؤيد أو أقرأ أيّ محتوى من هذا القبيل، فهل هذا جائز؟ هل يجب أن أتوقف عن العمل إذا كان هذا غير صحيح على الرغم من أنني لا أؤيده؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

لا حرج في العمل في مجال القضاء على الأمراض الجنسية؛ فإن التداوي والعلاج: مباح، أو مستحب، وفي انتشار هذه الأمراض مفاسد ومخاطر عظيمة تضر بالمجتمع كله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ) رواه أحمد (17726)، وأصحاب السنن وأبو داود (3855)، والترمذي (2038)، وابن ماجه (3436)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".

ثانيا:

المقالات المتعلقة بالصحة الجنسية منها ما يتضمن تسويغ الرذيلة والفاحشة، وإعطاء النصائح المعينة على انتشارها، وعدم الخوف من عواقبها.

وهذه المقالات لا يجوز نشرها، لما فيها من الإعانة على المعصية، وقد قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا) مسلم (4831).

فينظر في عملك في جمع المقالات، فإن كان الهدف جمعها: الاستفادة منها في علاج الأمراض الجنسية، أو في دراسات علمية مفيدة ، مع عدم نشر هذه المقالات، أو نشر ما فيها من الدعوة للمنكر، فلا حرج فيما تقوم به.

وإن كان يراد من جمع المقالات إعادة نشرها، أو تلخيصها، بما فيها من الدعوة والترويج للعلاقات المحرمة الآمنة، فلا يجوز أن تشارك في هذا الجمع، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

والزنا من أقبح الجرائم، وأرذل الخصال، وما انتشر في قوم إلا نزلت بهم العقوبات العامة، كما روى ابن ماجه (4019) عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ( يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ) والحديث حسنه الألباني في "صحيح ابن ماجه".

فاحذر أن تكون معينا على هذه الفاحشة، أو مزينا لها في نفوس الناس.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب