الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

حكم من يزعم أنه يسيطر على الجن ويستطيع حبسهم في زجاجات

329537

تاريخ النشر : 13-09-2020

المشاهدات : 8466

السؤال

هناك أشخاص في بلدنا يزعمون أنهم يستطيعون السيطرة على الجن، وأحيانًا يقولون : إنهم يحبسون الجن في زجاجات، فهل هذا ممكن؟

الجواب

الحمد لله.

السيطرة على الجني وحبسه في زجاجة أو في بدن إنسان يقع على يد السحرة الفجرة التي يتقربون للمردة بأنواع من الكفر، فيخدمهم المارد، ويسخر لهم من تحته من الجن، وهؤلاء السحرة لا يجوز الذهاب إليهم، وحدّهم في الشريعة هو القتل.

وقد روى الترمذي (1460) :  حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ ثم قال الترمذي: "وَالصَّحِيحُ عَنْ جُنْدَبٍ مَوْقُوفًا، وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَيْرِهِمْ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وقَالَ الشَّافِعِيُّ: " إِنَّمَا يُقْتَلُ السَّاحِرُ إِذَا كَانَ يَعْمَلُ فِي سِحْرِهِ مَا يَبْلُغُ بِهِ الكُفْرَ، فَإِذَا عَمِلَ عَمَلًا دُونَ الكُفْرِ فَلَمْ نَرَ عَلَيْهِ قَتْلًا" انتهى.

وأما أن يدعي مسلم أنه لا يتقرب للجن ، وأنه – مع ذلك - يسيطر على الجني ، ويحبسه في زجاجة = فهذا مما لا يُعلم صدقه ، ولا يسلّم لقائله. والغالب أنه ملبَّس عليه ، أو كاذب؛ إذ كيف يعلم أن الجني قد حُبِس في زجاجة ، أو دخل الزجاجة ، إلا من قول الجني نفسه، والجني قد يكذب في هذا.

مع أن حبس الجني ممكن في نفسه، كما روى البخاي (3423) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ البَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلاَتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا .

قال ابن رجب رحمه الله : "وفي الحديث: دليل على إمكان ربط الشيطان، وحبسه وإيثاقه، وعلى جواز ربطه في المسجد، كما يربط الأسير فيه " انتهى من "فتح الباري" (9/ 334).

لكن كيف يثبت للإنسي أنه حبس الجني؟ وما سبيله إلى هذه السيطرة؟

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (223625) .

وبكل حال، فينبغي للعبد الانشغال بما ينفع ، وترك ما لا طائل من البحث فيه .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب