الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

عقيدة المعتزلة في الصفات والرد عليهم

335653

تاريخ النشر : 08-10-2020

المشاهدات : 38708

السؤال

ما معنى قول المعتزلة الله عالم بعلم هو ذاته؟ وهل لكم أن تدلونا على كتاب يرد على المعتزلة والجهمية والاشاعرة في مسألة الصفات؟

ملخص الجواب

المعتزلة فرقة ضالة منحرفة خالفت أهل السنة في جملة من أصول الاعتقاد، منها مسألة الصفات، فهم معطة نفاة، لا يثبتون لله تعالى الصفات الذاتية من العلم وغيره، ويقولون: إنه عالم بلا علم، أو عالم بعلم هو ذاته، وقادر بقدرة هي ذاته،  لأنه لو اتصف بالصفات ، للزم من ذلك –بزعمهم- : مماثلة الله جل وعلا في القدم، ولزم تعدد القدماء.

الحمد لله.

بيان ضلال المعتزلة في باب الصفات

المعتزلة فرقة ضالة منحرفة خالفت أهل السنة في جملة من أصول الاعتقاد، منها مسألة الصفات، فهم معطة نفاة، لا يثبتون لله تعالى الصفات الذاتية من العلم وغيره، ويقولون: إنه عالم بلا علم، أو عالم بعلم هو ذاته، وقادر بقدرة هي ذاته،  لأنه لو اتصف بالصفات ، للزم من ذلك –بزعمهم- : مماثلة الله جل وعلا في القدم، ولزم تعدد القدماء.

قال أبو الحسين الخياط المعتزلي في "الانتصار" ص82: " أن الله تعالى لو كان عالما بعلم، فإما أن يكون ذلك العلم قديما، أو يكون محدثا، ولا يمكن أن يكون قديما، لأن هذا يوجب وجود اثنين قديمين، وهو تعدد، وهو قول فاسد" انتهى.

وقال القاضي عبد الجبار المعتزلي: "والأصل في ذلك: أنه تعالى لو كان يستحق هذه الصفات لمعان قديمة، وقد ثبت أن القديم إنما يخالف مخالفَه بكونه قديما، وثبت أن الصفة التي تقع بها المخالفة عند الافتراق، بها تقع المماثلة عند الاتفاق، وذلك يوجب أن تكون هذه المعاني مثلا لله تعالى، حتى إذا كان القديم تعالى عالما لذاته، قادرا لذاته، وجب في هذه المعاني مثله، ولوجب أن يكون الله تعالى مثلا لهذه المعاني، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا" انتهى من "شرح الأصول الخمسة"، ص 195.

قال الشهرستاني رحمه الله في بيان معتقد المعتزلة في الصفات: " والذي يعم طائفة المعتزلة من الاعتقاد: القول بأن الله تعالى قديم، والقدم أخص وصف ذاته. ونفوا الصفات القديمة أصلا، فقالوا: هو عالم بذاته، قادر بذاته، حي بذاته؛ لا بعلم وقدرة وحياة هي صفات قديمة، ومعان قائمة به؛ لأنه لو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص الوصف، لشاركته في الإلهية" انتهى من "الملل والنحل" (1/ 43).

وهذا كما ترى ضلال وهذيان، فإن الصفة تقوم بالموصوف، وليست قائمة بنفسها، وأي محذور أن تقوم الصفة القديمة به، وأن تكون مماثلة له في القدم؟!

فالصفة تابعة للموصوف، فصفة القديم قديمة، وصفة المحدَث محدَثة.

والتعدد الفاسد هو أن يكون شيء قائم بنفسه، وهو مع ذلك قديم، غيرُ الله، فهذه المماثلة منفية بالشرع والعقل.

ثم إن المعتزلة منهم من قال: هو عالم بذاته بلا علم، ومنهم من قال: هو عالم بعلم هو ذاته.

قال الشهرستاني في بيان الفرق بين القولين: " والفرق بين قول القائل: عالم بذاته لا بعلم، وبين قول القائل: عالم بعلم هو ذاته: أن الأول نفي الصفة، والثاني إثبات ذات هو بعينه صفة، أو إثبات صفة هي بعينها ذات. وإذا أثبت أبو الهذيل هذه الصفات وجوها للذات؛ فهي بعينها أقانيم النصارى، أو أحوال أبي هاشم" انتهى من "الملل والنحل" (1/ 50).

وينظر للفائدة : http://www.saaid.net/feraq/mthahb/3.htm

من الكتب في الرد على ضلالات المعتزلة

وأما الرد على ضلالات المعتزلة، فينظر فيه:

1- "الإبانة لأبي الحسن الأشعري" (المتوفى: 324هـ).

2-"الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار"، ليحيى بن أبي الخير العمراني (المتوفى: 558هـ).

3- "مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة"، لعفيف الدين عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي (المتوفى: 768هـ).

 4-"المعتزلة وأصولهم الخمسة وموقف أهل السنة منها"، لعواد بن عبد الله المعتق.

بعض الكتب في الرد على الجهمية 

وأما الرد على الجهمية، ومعهم المعتزلة أيضا ، فيرجع فيه إلى :

1- "التنبيه والرد"، لأبي الحسين الملطي.

2- "الرد على الجهمية"، والرد على بشر المريسي ، كلاهما للإمام عثمان بن سعيد الدارمي.

3- "الرد على الزنادقة والجهمية"، للإمام أحمد بن حنبل ، ويهتم بالطبعة التي حققها د. دغش بن شبيب العجمي.

ومن أهم ما يعتني به المتخصص في ذلك : تراث شيخ الإسلام ابن تيمية بصفة عامة ، ومن أهمه هنا :

1- "شرح العقيدة الأصفهانية" .

2- "بيان تلبيس الجهمية" .

3- "درء تعارض العقل والنقل" .

ومن المداخل المهمة لتراث شيخ الإسلام في ذلك :

1- "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" ، د. عبد الرحمن صالح المحمود .

2- "الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات"، د. عبد القادر عطا صوفي.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب