الحمد لله.
لا حرج على المدير في صرف مكافآت للموظفين لإتقانهم وتميزهم، إذا كان المدير مخولا بذلك من قبل أصحاب الشركة.
فإن لم يكن مخولا بذلك، حرم عليه هذا التصرف لما فيه من العدوان على مال الغير بغير إذنه، ولا عبرة بكونه من نفس العائلة، ما لم يؤذن له في المكافأة.
ولا يجوز التحايل على ذلك بتسجيل المكافآت على أنها ساعات عمل إضافية، وفي ذلك جمع بين الكذب وخيانة الأمانة وأكل المال بالباطل.
قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ النساء/29.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ رواه البخاري (67)، ومسلم (1679).
وقوله صلى الله عليه وسلم: لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ رواه أحمد (20172) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1459).
والواجب عليك أن تمتنع عن المشاركة في هذا الإثم، فلا يجوز أن ترسل أسماء الموظفين إلي الإدارة المختصة على أنهم قاموا بعمل ساعات إضافية لم يقوموا بها.
وعلى المدير العام أن يراجع قريبه في شأن المكافآت، فإن أذن له فالحمد لله، وإن أبى، وجب عليه التقيد بذلك؛ إذ هو وكيل في التصرف، وتصرفه مقيد بالإذن.
والله أعلم.
تعليق