السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

الأجر في المشي للجمعة

346334

تاريخ النشر : 11-02-2021

المشاهدات : 41669

السؤال

في الحديث الوارد في فضل المشي للجمعة عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا ). رواه الترمذي (496) . وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (410) . ألا يُعتبر هذا قدرا كبيرًا من الأجر يمكن كسبه كل أسبوع، بينما تكون ليلة القدر مرة كل عام وتوصف بأنها "خير من ألف شهر" في القرآن بدلا من ألف سنة؟ كذلك يمكن للمرء بسهولة أن يخطو ألف خطوة في الطريق إلى المسجد كل أسبوع والتي سوف يحصل على أجر صيام وقيام ألف سنة؟

ملخص الجواب

الفضل العظيم في هذا الحديث يليق بعظيم فضل الله ، متى جمع العبد بين ما جاء في الحديث ولم يترك منها شيئا ، وذلك على الله يسير ، فإنه لن يهلك على الله إلا هالك ؛ ومن استكثر، فالله أكثر!!

الجواب

الحمد لله.

سبق الكلام على الحديث المشار إليه في سؤالك في جواب السؤال رقم (170090) و(328440).

وأما ما سؤالك كيف يعقل كون هذا الأجر العظيم في هذا العمل اليسير 

فجوابه :

أولا :أن فضل الله عظيم ، فهو الشكور الذي يعطي الجزيل من الأجر على القليل من العمل ، ولذا جاء في بعض روايات هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم :" وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ". كما عند عبد الرزاق في "مصنفه" (5570) .

وقد قال ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (2/471) :" قِيلَ لَيْسَ فِي السُّنَّةِ فِي خَبَرٍ صَحِيحٍ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا الثَّوَابِ ؛ فَلْيُتَنَبَّهْ لَهُ " انتهى .

وقال القاري في "مرقاة المفاتيح" (3/1035) :" قَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ: لَمْ نَسْمَعْ مِنَ الشَّرِيعَةِ حَدِيثًا صَحِيحًا ، مُشْتَمِلًا عَلَى مِثْلِ هَذَا الثَّوَابِ ؛ أَيْ: فَيَتَأَكَّدَ الْعَمَلُ لِيُنَالَ الْأَمَلُ " انتهى .

فليس العجب من ثبوته ، ففضل الله لا يحيط به مخلوق ، وإنما العجب من تفريطنا فيه ، مع علمنا بثبوته ، وانظر، ترَ !! والله المستعان .

ثانيا : أن هذا الأجر العظيم إنما يتحقق بمجموع ما جاء في الحديث ، من الاغتسال والتنظف ، والتبكير للصلاة ، والمشي إليها دون الركوب ، والدنو من الإمام ، والاستماع إلى الخطبة والإنصات وعدم العبث ؛ وهذه قلّ من يحصلها جميعا ، ويعمل بها ، كما هو مشاهد من أحوال الناس .

وخلاصة الجواب :

أن الفضل العظيم في هذا الحديث يليق بعظيم فضل الله ، متى جمع العبد بين ما جاء في الحديث ولم يترك منها شيئا ، وذلك على الله يسير ، فإنه لن يهلك على الله إلا هالك ؛ ومن استكثر، فالله أكثر!!

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب