الحمد لله.
سبق الكلام على الحديث المشار إليه في سؤالك في جواب السؤال رقم (170090) و(328440).
وأما ما سؤالك كيف يعقل كون هذا الأجر العظيم في هذا العمل اليسير
فجوابه :
أولا :أن فضل الله عظيم ، فهو الشكور الذي يعطي الجزيل من الأجر على القليل من العمل ، ولذا جاء في بعض روايات هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم :" وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ". كما عند عبد الرزاق في "مصنفه" (5570) .
وقد قال ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (2/471) :" قِيلَ لَيْسَ فِي السُّنَّةِ فِي خَبَرٍ صَحِيحٍ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا الثَّوَابِ ؛ فَلْيُتَنَبَّهْ لَهُ " انتهى .
وقال القاري في "مرقاة المفاتيح" (3/1035) :" قَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ: لَمْ نَسْمَعْ مِنَ الشَّرِيعَةِ حَدِيثًا صَحِيحًا ، مُشْتَمِلًا عَلَى مِثْلِ هَذَا الثَّوَابِ ؛ أَيْ: فَيَتَأَكَّدَ الْعَمَلُ لِيُنَالَ الْأَمَلُ " انتهى .
فليس العجب من ثبوته ، ففضل الله لا يحيط به مخلوق ، وإنما العجب من تفريطنا فيه ، مع علمنا بثبوته ، وانظر، ترَ !! والله المستعان .
ثانيا : أن هذا الأجر العظيم إنما يتحقق بمجموع ما جاء في الحديث ، من الاغتسال والتنظف ، والتبكير للصلاة ، والمشي إليها دون الركوب ، والدنو من الإمام ، والاستماع إلى الخطبة والإنصات وعدم العبث ؛ وهذه قلّ من يحصلها جميعا ، ويعمل بها ، كما هو مشاهد من أحوال الناس .
وخلاصة الجواب :
أن الفضل العظيم في هذا الحديث يليق بعظيم فضل الله ، متى جمع العبد بين ما جاء في الحديث ولم يترك منها شيئا ، وذلك على الله يسير ، فإنه لن يهلك على الله إلا هالك ؛ ومن استكثر، فالله أكثر!!
تعليق