الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

هل يلبس أهل الجنة خواتم من فضة؟

352570

تاريخ النشر : 27-06-2021

المشاهدات : 6719

السؤال

هل في الجنة خواتم من فضة؟

ملخص الجواب

في الجنة  ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين. ورد أن أهل الجنة يتنعمون بالفضة، ويتخذونها، ويتحلون بها. ولم نقف على ذكر لخواتم أهل الجنة بخصوصها؛ فالله أعلم بالحال. لكن عموم تنعم أهل الجنة بما يشتهون، ويشاؤون يشمل خواتم الفضة، إذا اشتهوها، وليس يمنع من ذلك مانع. 

الحمد لله.

أولًا:

الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت..

في الجنة - نسأل الله أن يجعلنا من أهلها - ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين.

قال الله تعالى:  إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ  فصلت/ 30 - 31.

وقال تعالى:  الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ  سورة الزخرف.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)، رواه "البخاري" (2344) و"مسلم" (2824).

ثانيًا:

هل يلبس أهل الجنة خواتم من الفضة؟

ورد أن أهل الجنة يتنعمون بالفضة، ويتخذونها، ويتحلون بها، ومن ذلك:

قال تعالى:  وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا  الإنسان/ 15 - 16.

والسوار: حلية المعصم. 

انظر: "المعجم الاشتقاقي" (2/ 986).

قال الشيخ السعدي، رحمه الله: "ويطاف على أهل الجنة، أي: يدور عليهم الخدم والولدان بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ أي: مادتها من فضة، وهي على صفاء القوارير، وهذا من أعجب الأشياء، أن تكون الفضة الكثيفة، من صفاء جوهرها وطيب معدنها: على صفاء القوارير.

قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا أي: قدروا الأواني المذكورة على قدر رِيِّهم، لا تزيد ولا تنقص، لأنها لو زادت نقصت لذتها، ولو نقصت لم تف بريهم.

ويحتمل أن المراد: قدرها أهل الجنة بنفوسهم، بمقدار يوافق لذاتهم، فأتتهم على ما قدروا في خواطرهم." انتهى من "التفسير" (901).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لاَ يَبْصُقُونَ فِيهَا، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ، وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ، لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا، رواه "البخاري" (3245)، و"مسلم" (2834).

وعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، رواه "البخاري" (7444)، و"مسلم" (180).

والحاصل، أنه قد ورد في شأن "فضة" أهل الجنة:

  1.  أمشاط الفضة.
  2. آنية وأكواب الفضة.
  3. أساور من فضة.

وورد الإطلاق أنَّ من الجنان ما هو من فضة، وهذا يشمل ما فيها.

ولم نقف على ذكر لخواتم أهل الجنة بخصوصها؛ فالله أعلم بالحال. 

لكن عموم تنعم أهل الجنة بما يشتهون، ويشاؤون يشمل خواتم الفضة، إذا اشتهوها، وليس يمنع من ذلك مانع. 

وينظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (324680).

والله أعلم. 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب