الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

ما حكم الكذب في الإخبار بعدد تكرار المحفوظ الذي تشترطه أكاديمية تحفيظ القرآن؟

359284

تاريخ النشر : 25-05-2021

المشاهدات : 6047

السؤال

كنت أود أن أسأل سؤالا، منذ طفولتي أحاول حفظ القرآن ولكنني كنت أتوقف لظروف الدراسة والآن عدت بحمد الله للحفظ بعد أن انضممت لأكاديمية لتحفيظ القرآن وهذه الأكاديمية ممتازة فهي تحرص على المراجعة اليومية لتثبيت الحفظ. وبالفعل ساعدتني على الالتزام والاستمرار، لكن هناك لديها شرط وهي أن نرسل يوميا تقريرا بمقدار الحفظ وأننا كررناه عددا معينا من المرات ونكتب في نهاية التقرير أن الله شهيد أننا حفظنا بتلك الطريقة. أنا بحمد الله سريعة الحفظ ولا أحتاج لهذا العدد من التكرار والذي يستغرق وقتا طويلا ولا أستطيع توفير كل هذا الوقت نظرا لظروف الحياة والالتزامات الأخرى. فهل عدم التزامي بطريقة الحفظ وإرسال تلك التقارير بأني قمت بالحفظ بطريقتهم بها إثم وكيف أكفر عنه إن كان به إثم؟ أنا أريد الاستمرار في تلك الأكاديمية لأنني أعلم أني لو تركتهم لن يتحقق الالتزام بالحفظ الذي أنا عليه الآن، ولكني لن أستطيع تطبيق شرط الحفظ بطريقتهم وخاصة أن من لا يلتزم بطريقة الحفظ يفصل. وجزاكم الله خيرا

الجواب

الحمد لله.

إذا شرط القائمون على الأكاديمية طريقة معينة للحفظ، لا يقبلون غيرها؛ فالواجب على من التحق بهم أن يلتزم بذلك؛ لقوله تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ  المائدة/1، وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ  رواه أبو داود (3594) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".

فإن كان وقتك لا يسمح لهذا التكرار، فأخبريهم؛ فإن سمحوا لك، وإلا فابحثي عن غيرهم.

وأما الكذب، فكبيرة من الكبائر، مع قبحه وسوء عاقبته، لا سيما إذا كان كذبا في مجال حفظ القرآن الكريم، وفي أمر تؤتمنين عليه!

وإذا كان حافظ القرآن يكذب ويخون الأمانة، فتلك والله مصيبة عظمى، وبلية مخزية، نسأل الله السلامة والعافية.

وهذه الأكاديميات تضع برامجها على أهداف وأسس معينة، لا سيما ما يتعلق بالحفظ، فإن التكرار هو عماد تثبيت الحفظ، وكم من حافظ حفظ بسرعة ثم نسي، والراغبون في الالتحاق بهذه البرامج كثر، فمن وجد في نفسه الصدق والوفاء فليقبل، وإلا فليعتزل، صيانة لنفسه من اقتراف الإثم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:  إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا  رواه البخاري (5629) ومسلم (4719).

وقال صلى الله عليه وسلم: (المكر والخديعة في النار) رواه البيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6725)، ورواه البخاري في صحيحه معلقا بلفظ:  الخَدِيعَةُ فِي النَّارِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ  .

ويتأكد التحريم بقولك: "إن الله شهيد... إلخ". فهذا كذب، لأن الله تعالى لا يشهد على ما تكتبينه، والله لا يشهد على كذب وباطل!!

فإذا كنت وقعت في شيء من الكذب، فالواجب أن تتوبي إلى الله تعالى وتستغفريه، وأن لا تعودي لذلك.

 والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب