الحمد لله.
موسى الكاظم ، هو الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني . والد علي بن موسى الرضا .
لُقب بالكاظم لكظمه عمن أساء إليه ، وقد كان مجتهدًا في العبادة كريمًا .
وقد ورد أن الرشيد سخط عليه ، وقيل : إن سبب ذلك هو أن الرشيد لما زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال: السلام عليك يا ابن عمي. يفتخر بذلك. فقال موسى: السلام عليك يا أبة. فحنق عليه الرشيد.
ذكر ذلك الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/32) بإسناده عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: " حج هارون الرشيد ، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم زائرًا له وحوله قريش وأفياء القبائل ، ومعه موسى بن جعفر فلما انتهى إلى القبر قال: السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عمي ، افتخارًا على من حوله ، فدنا موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبة .
فتغير وجه هارون وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن حقًا " انتهى .
وقيل : بل لأنه سمع أن الناس يبايعون له، فحمله معه إلى البصرة وحبسه عند واليها عيسى بن جعفر، ثم نقله إلى الفضل البرمكي، ثم حوله إلى السندي بن شاهك إلى أن مات عنده سنة (183 ه - 799م) ودفن في بغداد.
جاء في تاريخ بغداد (12/32) عن إبراهيم بن عبد السلام بن السندي بن شاهك عن أبيه قال: " كان موسى بن جعفر عندنا محبوسًا ، فلما مات بعثنا إلى جماعة من العدول من الكرخ، فأدخلناهم عليه فأشهدناهم على موته ، وأحسبه قال : ودفن بمقابر الشونيزي " انتهى.
وذكر الخطيب أيضًا عن محمد بن صدقة العنبري ، قال : " توفي موسى بن جعفر بن محمد ابن علي سنة ثلاث وثمانين ومائة . وقال غيره : توفي لخمس بقين من رجب " انتهى.
وقال الذهبي : " حج الرشيد فحمل معه موسى من المدينة إلى بغداد، وحبسه إلى أن توفي غير مضيَّق عليه " انتهى من "تاريخ الإسلام" (12/417).
وعليه : فإن موسى الكاظم قد مات في السجن كما ورد عند الخطيب في "تاريخ بغداد"، وعند الذهبي في "تاريخ الإسلام" ، ولم يقتله هارون الرشيد كما شاع عند الشيعة الروافض وغيرهم .
وينظر للفائدة الفتوى رقم : (112050).
والله أعلم.
تعليق