الحمد لله.
أولًا :
هذه المتون هي عبارة عن سلم متدرج لدراسة علمي التجويد والقراءات، وهي على الترتيب التالي:
1- "تحفة الأطفال"، للجمزوري.
2- "المقدمة الجزرية"، لابن الجزري.
3- "المنظومة الشاطبية"، للشاطبي.
وسنعرف بها، ونذكر أسماءها.
ثانيًا :
التعريف بمتن تحفة الأطفال ومؤلفها
"تحفة الأطفال في تجويد القرآن".
متن مختصر في تجويد القرآن الكريم، تعرض فيه مؤلف لعدة مباحث منها:
1- مقدمة عن علم التجويد.
2- أحكام النون والميم الساكنتين، والتنوين.
3- أحكام النون والميم المشددتين.
4- أحكام المدود.
وغيرها.
افتتحها بقوله :
يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الْغَفُورِ ... دَوْمًا سُلَيْمَانُ هُوَ الجَمْزُورِي
(الْحَمْدُ للَّهِ) مُصَلِّيًا عَلَى ... (مُحَمَّدٍ) وَآلهِ وَمَنْ تَلاَ
وَبَعْدُ: هَذَا النَّظْمُ لِلْمُرِيدِ ... فِي النُّونِ والتَّنْوِينِ وَالْمُدُودِ
سَمَّيْتُهُ (بِتُحْفَةِ الأَطْفَالِ) ... عَنْ شَيْخِنَا الْمِيهِىِّ ذِي الْكَمالِ
أَرْجُو بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الطُّلاَّبَا ... وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالثَّوَابَا
واختتمها بقوله :
وَتَمَّ ذَا النَّظْمُ بِحَمْدِ اللَّهِ ... عَلَى تَمَامِهِ بِلاَ تَنَاهِي
أَبْيَاتُهُ نَدٌّ بَداَ لِذِي النُّهَى ... تَارِيخُهَا بُشْرَى لِمَنْ يُتْقِنُهَا
ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَبَدَا ... عَلَى خِتَامِ الأَنْبِيَاءِ أَحْمَدَا
وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَكُلِّ تَابِعِ ... وَكُلِّ قَارِئٍ وكُلِّ سَامِعِ
ومؤلفها هو:
"العلامة الجمزوري كان حيًّا عام 1198هـ - 1784م:
وهو سليمان الجمزوري مقرئ، من تصانيفه "تحفة الأطفال في تجويد القرآن. وفتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال، والفتح الرحماني بشرح كنز المعاني تحرير حرز الأماني في القراءات السبع" انتهى من "معجم المؤلفين" لعمر رضا كحالة الجزء الرابع ص(257) .
وجاء في كتاب "فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال" للمترجَم: أن اسمه كما قال: هو "سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري الشهير بالأفندي".
ثم ذكر العلامة الشيخ علي محمد الضباع في حاشيته على فتح الأقفال هذا ما نصه: "وأما الناظم -يعني سليمان الجمزوري- فولد بطنتدا "طنطا" في ربيع الأول سنة بضع وستين بعد المائة والألف من الهجرة النبوية، وهو شافعي المذهب ... تفقه على مشايخ كثيرين بطنتدا، وأخذ القراءات والتجويد عن النور الميهي.
وقوله: "بالأفندي" هي كلمة تركية يشار بها للتعظيم، إلا أنهم يستعملونها بالميم بدل الياء غالبًا".
انتهى، انظر:
"معجم المؤلفين" (4/257)، "هداية القاري إلى تجويد كلام الباري"(2/649).
ثالثًا :
التعريف بمتن الجزرية في علم التجويد ومؤلفها
" منظومة المقدمة فيما يجب على القارئ أن يعلمه، وهي المعروفة بـ"الجزرية"، وهي منظومة في علم التجويد، وتشتمل على مباحث منها:
1- مخارج الحروف.
2- صفات الحروف.
3- حكم التجويد.
4- الترقيق.
5- المد.
6- الوقف والابتداء.
وترتيبها أفضل من ترتيب تحفة الأطفال.
وقد افتتحها بقوله:
يَقُولُ رَاجِي عَفْوِ رَبٍّ سَامِعِ ... مُحَمَّدُ بْنُ الْجَزَرِيِّ الشَّافِعِي
الْحَمْدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ ... عَلَى نَبِيِّهِ وَمُصْطَفَاهُ
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ ... وَمُقْرِئِ الْقُرْآنِ مَعْ مُحِبِّهِ
وَبَعْدُ إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَهْ ... فِيمَا عَلَى قَارِئِهِ أَنْ يَعْلَمَهْ
واختتمها بقوله:
وَقَدْ تَقَضَّى نَظْمِيَ المُقَدِّمَهْ ... مِنِّي لِقَارِئِ القُرْآنِ تقدمة
أبياتها قاف وزاي بالعدد ... مَنْ يُحْسِنِ التَّجْوِيدَ يَظْفَرْ بِالرَّشَدْ
وَالحَمْدُ للهِ له خِتَامُ ... ثُمَّ الصَّلاَةُ بَعْدُ وَالسَّلاَمُ
عَلَى النَّبِيِّ المصطفى واله ... وصحبه وتابعي منواله
ومؤلفها هو "الإمام محمّد بن محمّد بن محمّد بن علي بن يوسف، أبو الخير شمس الدين العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري.
ولد: سنة (751 هـ) إحدى وخمسن وسبعمائة.
من مشايخه: ابن أميلة، وعماد الدين ابن كثير، وأبو المعالي ابن اللبان وغيرهم.
من تلامذته: شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر، والشيخ حاجي، وولده أحمد وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
قال في البدر الطالع: "جد في طلب الحديث بنفسه وكتب الطباق، وأخذ الفقه على الإسنوي. اشتد شغفه بالقراءات حتى جمع العشر، ثم الثلاث عشر، وتصدى للإقراء بجامع بني، أمية، وطاف البلاد" انتهى.
وقال في الشذرات: "كان عديم النظير، طائر الصيت انتفع الناس بكتبه وسارت في الأفاق مسير الشمس" انتهى.
وفاته: سنة (833 هـ) ثلاث وثلاثين وثمانمائة.
من مصنفاته: "النشر في القراءات العشر"، و "غاية النهاية في طبقات القراء"، و "الجوهرة" في النحو وغير ذلك.
انظر: "الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة" (3/ 2405-2406).
رابعًا :
التعريف بمتن الشاطبية في علم القراءات ومؤلفها
أما الشَّاطِبِيَّةِ فهي منظومة (حِرْز الْأَمَانِي وَوَجْه التَّهانِي) في القراءات السبع للإمام الشاطبي.
نظم فيها الإمام الشاطبي كتاب "التيسير" للإمام أبي عمرو الداني في علم القراءت ، واقتصر على القراء السبعة .
افتتحها بقوله :
بَدَأْتُ بِبِسْمِ اْللهُ فيِ النَّظْمِ أوَّلاَ ... تَبَارَكَ رَحْمَاناً رَحِيماً وَمَوْئِلَا
وَثَنَّيْتُ صَلَّى اللهُ رَبِّي عَلَى الِرَّضَا ... مُحَمَّدٍ الْمُهْدى إلَى النَّاسِ مُرْسَلَا
وَعِتْرَتِهِ ثُمَ الصَّحَابَةِ ثُمّ مَنْ ... تَلاَهُمْ عَلَى اْلإِحْسَانِ بِالخَيْرِ وُبَّلَا
وَثَلَّثْتُ أنَّ اْلَحَمْدَ لِلهِ دائِماً ... وَمَا لَيْسَ مَبْدُوءًا بِهِ أجْذَمُ الْعَلَا
وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ ... فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلَا
واختتمها بقوله :
وَآخِرُ دَعْوَانَا بِتَوْفِيقِ رَبِّنَا ... أَنِ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي وَحْدَهُ عَلَا
وَبَعْدُ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ ... عَلَى سَيِّدِ الْخَلْقِ الرِّضَا مُتَنَخِّلَا
مُحَمَّدٍ الْمُخْتَارِ لِلْمَجْدِ كَعْبَةً ... صَلاَةً تُبَارِيْ الرِّيحَ مِسْكاً وَمَنْدَلَا
وَتُبْدِي عَلَى أَصْحَابِهِ نَفَحَاتِهَا ... بِغَيْرِ تَنَاهٍ زَرْنَبًا وَقَرَنْفُلَا
ومؤلفها :
هو الإمام النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: القاسم بن فِيرُّه بن خلف بن أحمد الرعيني الأندلسي الشاطبي، الضرير، أبو محمد، وأبو القاسم الشافعي.
ولد: سنة (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة.
من مشايخه: أبو طاهر السِّلفي، وتلا بالسبع على أبي عبد الله بن أبي العاص النفزي وغيرهما.
من تلامذته: أبو الحسن بن خيرة، وقرأ عليه أبو موسى بن يوسف المقدسي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
قال في وفيات الأعيان: "وكان عالمًا بكتاب الله قراءة وتفسيرًا وبحديث رسول الله مبرزًا فيه، ... وكان أوحد في علم النحو واللغة، عارفًا بعلم الرؤيا حسن المقاصد، مخلصًا فيما يقول ويفعل ... وكان يجتنب فضول الكلام ولا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه ضرورة، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع واستقامة" أ. هـ.
وقال الذهبي تاريخ الإسلام: "كان إمامًا قدوة، زاهدًا، عابدًا، قانتًا، منقبضًا، مهيبًا، كبير الشأن".
وقال في السير: "قال الشاطبي: لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا وينفعه الله؛ لأنني نظمتها لله".
وفاته: سنة (595)، وقيل:(591) تسعين، وقيل: إحدى وتسعين وخمسمائة.
من مصنفاته: له "الشاطبية" وقد سماها "حرز الأماني ووجه التهاني" في القراءات، وهي من ألف ومائة وثلاثة وسبعين بيتا، قال ابن كثير: لم يسبق إليها ولا يلحق فيها, وله "الدالية" منظومة من خمسمائة بيت من حفظها أحاط علمًا بكتاب التمهيد لابن عبد البر" ،انتهى .
"الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة" (2/1847).
خامسًا :
ينبغي على طالب علم حروف القرآن وقراءته: أن يتعلم ما تصح به تلاوته، عن طريق قراءة القرآن على يد شيخ متقن لأحكام التجويد، ثم إن ارتقت همته، فالعادة أن العلماء يتدرجون في دراسة هذا العلم عبر الآتي :
1- تحفة الأطفال .
2- الجزرية .
3- الشاطبية .
والله أعلم.
تعليق