الحمد لله.
هل دعاء ختم القرآن سنة أم بدعة؟
دعاء ختم القرآن بهذه الكيفية التي سأل عنها السائل من البدع المنكرة، التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا السلف الصالح رضي الله عنهم، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
الأدعية المستحبة عند ختم القرآن الكريم
وإنما الوارد عن السلف هو الدعاء بعد ختم القرآن، بدون التزام بدعاء معين أو صيغة معينة، فالمسلم إذا ختم القرآن الكريم سواء في رمضان أو غير رمضان فإنه يستحب له أن يرفع يديه ويدعو الله تعالى ويسأله من خير الدنيا والآخرة.
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله:
هل هناك دعاء معين لختم القرآن؟
فأجاب:
لم يرد دليل على تعيين دعاء معين فيما نعلم، ولذلك يجوز للإنسان أن يدعو بما شاء ويتخير من الأدعية النافعة كطلب مغفرة الذنوب والفوز بالجنة والنجاة من النار، والاستعاذة من الفتن وطلب التوفيق لفهم القرآن الكريم على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، والعمل به وحفظه، ونحو ذلك لأنه ثبت عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه كان يجمع أهله عند ختم القرآن ويدعو اهـ. مجموع فتاوى ابن باز (11/358).
حكم قراءة دعاء ختم القرآن على الطعام
أما قراءة ذلك على الطعام وتوزيعه، وفعل ذلك في المآتم أو مساء الخميس فكل ذلك من البدع.
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين، ونهانا عن الابتداع في الدين، وأخبر أن ذلك ضلال، وأن البدعة تُرَدُّ على فاعلها ولا يثاب عليها.
روى أبو داود (4607) عن الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ. صححه الألباني في صحيح أبي داود (3851).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ رواه مسلم (1718).
والله أعلم.
تعليق