الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

الميلان يمينا وشمالا بسبب الزحام، هل يؤثر على صحة الطواف؟

392065

تاريخ النشر : 03-10-2024

المشاهدات : 1001

السؤال

امرأة تسأل أثناء الطواف كانت قد تميل عن جهة اليمين أو جهة الشمال، تميل جسمها حتى تتخطى الناس، أو حتى لا يلمسها الرجال بسبب الزحام، وأيضا تغير مسارها أثناء الطواف، بالابتعاد أو القرب من الكعبة، فهل لهذا أثر على صحة عمرتها؛ لأنها كانت تفعل هذا في كثير من العمرات، ولا تتذكر عددها، وتريد عقد النكاح، فهل عليها شيء؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

يشترط لصحة الطواف أن يكون داخل المسجد الحرام ، فلو طاف بالكعبة من خارج المسجد لم يصح طوافه .

قال في “شرح منتهى الإرادات” (1/ 573): “و (لا) يجزئ طوافه (خارجه) ، أي المسجد ، لأنه لم يرد به الشرع” انتهى .

ولا يشترط قرب الطائف من الكعبة ، فلا حرج عليه أن يكون قريبا أو بعيدا ، أو بعض أشواطه قريبا والبعض الآخر بعيدا ، مادام يطوف داخل المسجد .

ثانيا :

يشترط لصحة الطواف أيضا : أن يجعل الكعبة عن يساره .

قال في “المغني” (3/347): “ولو نكس الطواف، فجعل البيت على يمينه، لم يجزئه. وبه قال مالك، والشافعي.

لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل البيت في الطواف على يساره، وقال عليه السلام : (لتأخذوا عني مناسككم” انتهى.

فلو التفت الطائف بسبب الزحام حتى صارت الكعبة خلفه أو أمامه أو عن يمينه : لم يصح طوافه ذلك؛ وعليه أن يعود إلى حيث كانت الكعبة عن يساره ، ويكمل الطواف .

قال الشرواني في حاشيته على “تحفة المحتاج” (4/76): ” فليحترز الطائف المستقبل للبيت لنحو دعاء، كزحمة؛ عن أن يمر منه أدنى جزء، قبل عوده إلى جعل البيت عن يساره” انتهى.

وقال أبو بكر شطا في “إعانة الطالبين” (2/336): “(قوله: جعل البيت عن يساره)؛ أي في كل خطوة من خطوات طوافه، فلو مر منه جزء، وهو مستقبل البيت أو مستدبره، لدعاء أو زحمة أو استلام أو نحوها؛ بطلت تلك الخطوة وما بُني عليها ، حتى يرجع إلى محله الذي وقع الخلل فيه، أو يصل إليه فيما بعد تلك الطوفة” انتهى.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “وهناك بعض الناس لا يلتزم بجعل الكعبة عن يساره ، فتجده يطوف معه نساؤه ، ويكون قد وضع يده مع زميله لحماية النساء ، فتجده يطوف والكعبة خلف ظهره ، وزميله الآخر يطوف والكعبة بين يديه ، وهذا خطأ عظيم أيضا، لأن أهل العلم يقولون : من شرط صحة الطواف أن يجعل الكعبة عن يساره ، فإذا جعلها خلف ظهره ، أو جعلها أمامه ، أو جعلها يمينه وعكس الطواف، فكل هذا طواف لا يصح .

والواجب على الإنسان أن يعتني بهذا الأمر، وأن يحرص على أن تكون الكعبة عن يساره في جميع طوافه.

ومن الناس من يجعل الكعبة خلف ظهره ، أو أمامه ، لبضع خطوات ، من أجل الزحام ، وهذا خطأ .

فالواجب على المرء أن يحتاط لدينه ، وأن يعرف حدود الله تعالى في العبادة قبل أن يتلبس بها ، حتى يعبد الله تعالى على بصيرة” انتهى من “دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر”.

وأما مجرد ميل الطائف بجسمه يمينا ويسارا، فلا يعد انحرافا يبطل به الطواف ، لأنه يميل يمينا ويسارا ، وهو لا يزال يجعل الكعبة عن يساره .

فالحاصل : أن طواف هذه المرأة صحيح ، وعمرتها صحيحة ، ولا شيء عليها .

وينظر لمزيد الفائدة السؤال رقم: (316619).

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب