الحمد لله.
قد ثبت أن الدال على الخير له مثل أجر فاعله، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ... رواه مسلم (2674).
وحديث أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ رواه مسلم (1893).
وأقوال أهل العلم في شروح هذا الحديث وأمثاله، تدور على أن المثلية في الحسنات فقط، ولم يذكروا أنها تتناول جميع آثار الفعل وخواصه.
ويدل على عدم تناوله لسائر آثار العمل، أمران:
الأول:
أن القاعدة الشرعية على أن آثار الفعل: يتحملها المباشر فقط، وليس المتسبب فيها كالداعي، ولذا من دعا إلى القتل، فأطيع؛ فآثار القتل يتحملها القاتل وليس الداعي، وكذا لو دل إنسانا على مال ليسرقه، تكون عقوبة السرقة على السارق وليس على الدال.
الثاني:
لو كانت جميع آثار العمل تلحق الداعي إليه، لما احتاج الداعي أن يباشره بنفسه، والأصل أن أعمال الإيمان لا ينوب فيها حي عن آخر. فلا يصلي حي عن آخر ولا يصوم عنه، ولا يذكر الله عنه... الخ.
والحاصل:
أن الظاهر من أصول الشرع: أن خواص هذا الذكر ونحوه من الأعمال: إنما تنال من قاله فقط، وأن من دل عليه، له مثل أجر عامله من الحسنات، دون هذه الخواص والآثار.
والله أعلم.
تعليق