الحمد لله.
أولا:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (9/255): عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّ قَنَاةَ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ، وَإِلَى أُمِّهِ، وَابْنَتِهِ، وَأُخْتِهِ، وَعَمَّتِهِ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا، مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ، فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ، لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوِ الْحَجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ: هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي، فَاقْتُلْهُ).
قال محققو المسند: " إسناده ضعيف، فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13197) من طريق عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد " انتهى.
وراجع لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم: (280865).
ثانيا:
لكن لا شك أن فتنة الدجال أشد الفتن التي على العبد أن يستعد لها، حتى يوفق للنجاة إن أدركه زمنها.
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ) رواه مسلم (2946) وفي رواية له: (أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ).
وقد سبق بيان جملة طيبة من النصوص في وصف هذه الفتنة، في جواب السؤال رقم: (8806).
وسبيل النجاة منها يكون:
بالحرص على الاستقامة وتقوى الله تعالى ، باتباع أوامره ، واجتناب نواهيه ، فبهذا تحصل معيّة الله تعالى لعبده فيحفظه مما يكره.
قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/2-3.
وقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) النحل/128.
وكذا بالتعوذ من فتنة المسيح الدجال لاسيما في كل صلاة بعد التشهد .
روى البخاري (1377)، ومسلم (588) واللفظ له؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ).
وأيضا : بحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف وقراءتها على الدجال إن لقيه.
روى الإمام مسلم (809) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ).
وروى مسلم (7560) وأبو داود عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ) زاد أبو داود (4323) : (فَإِنَّهَا جِوَارُكُمْ مِنْ فِتْنَتِهِ) وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (582).
والجوار هو الأمان والحافظ . ينظر: "مرقاة المفاتيح"(8/3457).
ثم بالمطالعة والتفقه في النصوص الصحيحة الواصفة له ولفتنته حتى يعرفها المسلم فيستطيع تجنبها إن أدركه زمنها.
وأيضا : باتباع ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من الهروب من الدجال والابتعاد عنه.
روى أبو داود (4319) عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ ) وصححه الشيخ الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3 /30).
نسأل الله تعالى الكريم أن يعصمنا وإياكم وجميع المسلمين من الفتن جميعها ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
تعليق