الحمد لله.
المسيح الدجال هو رجل من بني آدم ، يخرج آخر الزمان ، وهو من علامات الساعة الكبرى ، يبدأ دعوته فيقول : إنه نبي ، ثم يقول : إنه الرب ! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
ويدعو الناس إلى الإيمان به ، وبهذا يتبين أنه ليس كافرا فحسب ، بل هو من أكفر أهل الأرض ، وهذا لا إشكال فيه ، ولهذا ، أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه مكتوب بين عينيه "كافر" ، ويستمر المسيح الدجال على كفره ، حتى يقتله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام .
وهذه بعض الأحاديث الواردة في شأنه:
روى ابن ماجه (4215) عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ عَنِ الدَّجَّالِ وَحَذَّرَنَاهُ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ: ( إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللَّهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وَأَنَا آخِرُ الأَنْبِيَاءِ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الأُمَمِ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لاَ مَحَالَةَ .
وَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ فَأَنَا حَجِيجٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِى فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالاً. يَا عِبَادَ اللَّهِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، فَاثْبُتُوا .
فَإِنِّى سَأَصِفُهُ لَكُمْ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا إِيَّاهُ نَبِىٌّ قَبْلِى ، إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ : أَنَا نَبِىٌّ ، وَلاَ نَبِىَّ بَعْدِى ، ثُمَّ يُثَنِّى فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ، وَلاَ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ أَوْ غَيْرِ كَاتِبٍ .
وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ، فَمَنِ ابْتُلِىَ بِنَارِهِ فَلْيَسْتَغِثْ بِاللَّهِ وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الْكَهْفِ ، فَتَكُونَ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلاَمًا كَمَا كَانَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ .
وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لأَعْرَابِىٍّ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّى رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ. فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِى صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ ، فَيَقُولاَنِ : يَا بُنَىَّ ، اتَّبِعْهُ ، فَإِنَّهُ رَبُّكَ.
وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَيَقْتُلَهَا وَيَنْشُرَهَا بِالْمِنْشَارِ حَتَّى يُلْقَى شِقَّتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِى هَذَا فَإِنِّى أَبْعَثُهُ الآنَ ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِى. فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ وَيَقُولُ لَهُ الْخَبِيثُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّىَ اللَّهُ ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ ! أَنْتَ الدَّجَّالُ ! وَاللَّهِ مَا كُنْتُ بَعْدُ أَشَدَّ بَصِيرَةً بِكَ مِنِّى الْيَوْمَ! ..." إلخ الحديث .
وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (13833) وانظر: قصة المسيح الدجال للشيخ الألباني رحمه الله.
وروى مسلم (7560) عن النواس بن سمعان أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال، وذكر ابن مريم فقال: (فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ).
قال النووي :
"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (بَابِ لُدّ) هُوَ بَلْدَة قَرِيبَة مِنْ بَيْت الْمَقْدِس" انتهى .
روى أحمد (3868) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتله نبي، أو قتل نبيّا، وإمامُ ضلالة، ومُمثِلٌ من الممثِّلين)، والممثل: هو المصور الذي يصنع الصور .
قال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح.
ورواه البخاري (4076) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ موقوفا عليه قَالَ : (اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ نَبِىٌّ).
فإذا ثبت ذلك، فالمسيح الدجال سيموت كافرا مصرًّا على كفره، ويقتله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، فيكون في نار جهنم، من أشد الناس عذابا فيها.
والله أعلم.
تعليق