الحمد لله.
أولا:
أباح الله تعالى للرجل الزواج من ثانية وثالثة ورابعة بشرط العدل، كما قال تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا النساء/3.
فعلى المؤمنة التسليم بذلك، وأن تقف عند حدود الله، وأن تحذر الاعتراض على شرعه.
ثانيا:
ينبغي أن تنصحي والدتك وتبيني لها أن الزواج من ثانية ليس محرما، وأن عليها أن ترعى زوجها وتحسن إليه، وألا تتسبب في إلحاق الأذى به، وأن ذلك يعود وباله عليها وعلى أولاده، وأنها بذلك تقع في الظلم المحرم، وتعرض نفسها للعقوبة، وأن تعلم أن تضرر الزوجة من زواج زوجها عليها ابتلاء، ينبغي أن تقابله بالصبر والاحتساب، وعدم الاستماع لأهل التحريض والإفساد، وعدم اتباع خطوات الشيطان، وأن الصابرين لهم البشارة من الله تعالى في الدنيا والآخرة، كما قال: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ البقرة/155-157
فإن لم يمكنها الصبر، وخشيت على نفسها الضرر: جاز لها طلب الطلاق؛ لما روى أحمد (22440)، وأبو داود (2226)، والترمذي (1187)، وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة.
والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان كما ذكر الحافظ في "الفتح" (9/403)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"، وشعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.
والبأس: الشدة والمشقة.
وينظر: جواب السؤال رقم: (186325).
وعليك أيضا أن تنصحي والدك أن يتحلى بالصبر، وأن يسعى لتحصيل مصدر الرزق، وأن يوقن بالفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر.
وأن تنصحي لأهل والدتك أن يتقوا الله في تعاملهم مع والدك، وأن يجتنبوا ما فيه ضرر له.
وبالجملة فإن الجميع عليهم أن يتقوا الله تعالى، وأن يحذروا عقابه وغضبه، وأن يعلموا أن إلحاق الأذى بالغير محرم، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا الأحزاب/58.
فإذا قمت بذلك ورعيت والدك في مرضه، فقد أديت ما عليك.
نسأل الله تعالى أن يجعل لكم فرجا ومخرجا.
والله أعلم.
تعليق