الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

أجر التهليل مئة مرة، هل يزداد كلما زاد العدد؟

418223

تاريخ النشر : 10-04-2023

المشاهدات : 2769

السؤال

أريد أن أسأل في الأذكار هل تتضاعف الحسنات بتضاعف العدد؟ تحديدا سؤالي عن حديث: (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ"، فهل إذا قاله الإنسان ٢٠٠ مرة في اليوم، هل تعدل له ٢٠ رقبة، وتكتب له ٢٠٠ حسنة، وتمحى عنه٢٠٠ سيئة، وإذا زاد في العدد أكثر زادت أيضا؟ وكذلك حديث: (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟) قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، قَالَ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ)، علمت أن قراءتها ٣ مرات تعدل في الأجر ختمة، فلو قرأ الإنسان سورة الإخلاص ٩ مرات هل تعدل ٣ ختمات، ولو زاد أكثر كمائة أو ٢٠٠ أو ألف في اليوم تزيد عدد الختمات؟ وغيرها من الأحاديث التي تشبهها هل إذا زدت في العدد زادت الحسنات؟

الجواب

الحمد لله.

روى البخاري (6403)، ومسلم (2691) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ).

فهذا الحديث نص على العدد الذي يحصل به هذا الثواب، لكن لم يجعل حدا وغاية لمن أراد أن يزيد، بل الحديث نفسه يشير إلى الحث على زيادة مئات أخرى.

قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:

" ثم نبه - عليه السلام - بقوله: (إلا أحد عمل أكثر من ذلك) أنه جائز أن يزاد على هذا العدد؛ فيكون لقائله من الفضل بحسابه، لئلا يظن أنها من الحدود التي نُهي عن اعتدائها، وأنه لا فضل في الزيادة عليها، كالزيادة على ركعات السنن المحدودة، أو أعداد الطهارة... " انتهى من "إكمال المعلم" (8/191).

وقال الشيخ محمد بن علي بن آدم الاثيوبي رحمه الله تعالى:

" ( إلا أحد عمل أكثر من ذلك )... نُصّ فيه على أن الزيادة مطلوبة، وإنما المائة أقلّ ما يحصل به الأجر المذكور " انتهى من "ذخيرة العقبى" (15/401).

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

" لو قالها 200 مرة أفضل، 1000 مرة أفضل " انتهى من "الحلل الإبريزية" (3/54).

ونفس هذا الكلام يقال عن قراءة سورة الإخلاص، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أنها تعدل ثلث القرآن، ولم يجعل لقراءتها حدا يوقف عنده، فكلما أكثر المسلم من تلاوتها بتدبر كان أفضل، لكن من غير هجر لسائر القرآن.

سُئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

" هل صحيح أن من قرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات يعتبر وكأنه ختم المصحف؟

فأجاب:

نعم تعدل ثلث القرآن، هذه السورة العظيمة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن، إذا كررها ثلاثًا كان بمثابة من ختم القرآن، فينبغي الإكثار من قراءتها، لكن لا نهجر بقية القرآن، نجتهد في قراءة القرآن كله؛ حتى يحرز الأجر أكثر من أوله إلى آخره ... " انتهى. من "فتاوى نور على الدرب".

وللأهمية تحسن مطالعة جواب السؤال رقم: (10022)، ورقم: (194998).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب