الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

هل صح حديث ( إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبردُ أبداً)؟

419250

تاريخ النشر : 27-04-2023

المشاهدات : 19307

السؤال

ما صحة هذا الحديث عندنا أهل السنة والجماعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لقتل الحسين عليه السلام حرارةً في قلوب المؤمنين لاتبردُ أبداً)؟

الجواب

الحمد لله.

هذا القول لا يعرف له أصل في كتب الحديث، وإنما هو من الأخبار التي تفرد بذكرها الرافضة، وما تفردوا به فالأصل فيه أنه مكذوب أو ضعيف؛ لأنهم لا يراعون شروط الصحة في نقل الأخبار والكذب فيهم منتشر.

والمؤمن من صفته أن يستاء ويحزن قلبه لمقتل الحسين رضي الله عنه؛ لأنه قُتل مظلوما والظلم كلما ذكر ينكر، وهو حفيد النبي صلى الله عليه وسلم وحبّه، ولأن بمقتله رضي الله عنه ثارت فتن بين المسلمين، ما زالت حيّة إلى يومنا هذا.

لكن حزن المؤمن ليس فيه غلو، بل إذا تذكره استرجع وتذكر بأنه قتل شهيدا وأنه موعود بالجنة، فلا يلطم وجها ولا يشق ثوبا.

 فالأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" وكان مقتل الحسين مما ثارت به الفتن بين الناس، كما كان مقتل عثمان رضي الله عنه من أعظم الأسباب التي أوجبت الفتن بين الناس وبسببه تفرقت الأمة إلى اليوم ...

- قتل - مظلوما شهيدا شهادة أكرمه الله بها، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين. وأهان بها من ظلمه واعتدى عليه وأوجب ذلك شرا بين الناس.

فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية.

والذي أمر الله به ورسوله في المصيبة - إذا كانت جديدة - إنما هو الصبر والاحتساب والاسترجاع، كما قال تعالى: ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) .

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ)...

وفي "المسند" عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ما من رجل يصاب بمصيبة، فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعا، إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها).

وهذا من كرامة الله للمؤمنين؛ فإن مصيبة الحسين وغيره إذا ذكرت بعد طول العهد، فينبغي للمؤمن أن يسترجع فيها كما أمر الله ورسوله، ليعطى من الأجر مثل أجر المصاب يوم أصيب بها... " انتهى من "مجموع الفتاوى" (25/ 303-308).

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (223106)، ورقم: (256982). 

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب