الأربعاء 26 جمادى الأولى 1446 - 27 نوفمبر 2024
العربية

ما هي الأشياء التي لا يجوز للإنسان اعتقادها في العقل الباطن؟

427542

تاريخ النشر : 28-02-2023

المشاهدات : 5871

السؤال

ما هي الأشياء التي لا يجوز اعتقادها في العقل الباطن؟

الجواب

الحمد لله.

أولًا:

مصطلح العقل الباطن:

(Subconscious mind):  مصطلح غامض، وهو على الشكل الذي يُستخدم به في أدبيات التنمية البشرية والعربية كما يقولون: " قوة عقلك الباطن "؛ هو على هذا النحو مصطلح غير علمي، فلا يوجد شيء من الناحية العلمية يسمى: العقل الباطن، بل يوجد المخ، وتُدار بواسطة هذا المخ مجموعة من عمليات التعقل والتفكر والتدبر، وقد تنتج هذه العمليات سلوكًا، وقد لا تنتج.

 لكن كثيرا من مساحات التداول "العام" لهذا المصطلح: يراد به في استعمالاتها: "اللاوعي"؛ في مقابل: العقل الواعي، الذي يفكر ويتخذ القرارات.

جاء في "الموسوعة العربية العالمية" في موضع شرح هذا المصطلح:

" العقل الباطن: Subconscious . انظر: اللاوعي" . انتهى.

وفي المصطلح المحال عليه، جاء في "الموسوعة" ذاتها:

" اللاوَعْي: مصطلح في علم النفس لوصف العمليات العقلية والأفكار والتصورات والمشاعر، التي تدور في عقول الناس، دون إدراك منهم.

وأول دراسة علمية لوجود عمليات عقلية فاعلة داخل العقل، دون أن تكون مدركة، هي دراسة عالم الأعصاب الفرنسي جان مارتن شاركو وتلاميذه في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث درسوا اللاوعي عن طريق التنويم المغنطيسي. انظر: التنويم المغنطيسي.

وبعد ذلك تحقق الأطباء أن كثيراً من ذوي الأمراض العقلية، مثل أولئك المصابين بالهستيريا أو الهوس، كانوا تحت تأثير مشاعر وأفكار اللاوعي. انظر: الهيستريا؛ الأمراض العقلية.

وكان النمساوي سيجموند فرويد أول طبيب يُدرك بوضوح أهمية مشاعر وأفكار اللاوعي في علم النفس البشري. وقد طور فرويد طريقة التحليل النفسي لمعالجة ذوي الأمراض العقلية. انظر: التحليل النفسي. والواقع أن هذه الطريقة تصلح وسيلة للتعرف على ما يجري دون وعي في عقل المريض.

وتمكن فرويد باستخدام التحليل النفسي من إثبات أن المشاعر والأفكار التي تدور في اللاوعي لا تؤدي فقط إلى ظهور أعراض كثير من الأمراض العقلية، لكنها إلى جانب ذلك ذات أهمية أساسية في فهم الطريقة التي تعمل بها عقول الناس الطبيعيين.

ومكنت هذه المعرفة الأطباء من إنجاز تقدم كبير في معالجة الأمراض العقلية." انتهى.

وفي نهاية شرحه، وتأريخه لهذا المصطلح، يقول "جان فرنسوا دورتيه": " في التسعينات ظهرت عبارة اللاوعي مجددا، في مجال علم النفس المعرفي.

وبالاختلاف مع مصطلح التحليل النفسي، أخذت فكرة اللاوعي المعرفي وجوها ثلاثة: إدراك من دون الوعي (رد فعل على صوت، أو صورة، ولكن من دون بلوغ مرحلة الوعي)، تصرف آلي عقلي (قيادة السيارة، مع التفكير بأشياء أخرى)، تعلم مضمر.

أخيرا: تعتبر العبارة عامة جدا، لتشمل سلسلة من الآليات العقلية، غير الواعية". انتهى، من "معجم العلوم الإنسانية"، ترجمة د. جورج كتورة (910).

وانظر الشرح النقدي الدقيق لمدخل "وعي تحتاني"، وما يندرج تحته من اصطلاحات في "قاموس لالاند الفلسفي" (1344-1346).

ثانيا:

وأيا ما كان تقديرنا لدقة مصطلح "العقل الباطن" و"علميته"، فحاصل ذلك كله: أن هذا المشار إليه بـ"العقل الباطن" أو "اللاوعي": هو خارج نطاق تحكم الإنسان وإراداته، فهو مجموعة من الخبرات، أو الذكريات، المختزنة، والتي تؤثر بشكل آلي، أو شبه آلي، في شكل سلوك يفعله الإنسان، ولكنه لا يعلم لماذا اختار هذا السلوك بالذات.

وبناء على هذا فسؤال: ما الذي لا يجوز اعتقاده في العقل الباطن هو سؤال غير دقيق؛ لأن العقل الباطن: عقل غير واع، لا يملك الإنسان سلطة ما يضعه فيه، أو يحذفه منه ، ولا يعلم كيفية عمله، فضلا عن أن يكون له نوع سلطان على عمله، أو تحكم فيما يختزن فيه.

وإنما يسأل عما له قدرة عليه، وتصرف فيه، سواء من المعارف، أو العقائد، أو الأعمال والتصرفات.

وينظر جواب السؤال رقم: (201701).

ثالثا:

وأما إذا كنت تقصد بالعقل الباطن: ما يكون في النفس من هموم وخطرات، ونحو ذلك ، واصطلحت أنت على تسمية ذلك كله "عقلا باطنا" ؛ فينظر في تفصيل الكلام عنها جواب السؤال رقم: (99324).

 والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب