الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

ما المقصود بقوله في حديث فضل الذكر: ( ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به...)؟

429714

تاريخ النشر : 25-05-2023

المشاهدات : 8127

السؤال

عندي اشكال بشان حديث من قال:لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شى قدير في اليوم مائة مرة،كانت له عدل عشر رقاب،و كتبت له مائة حسنة،و محيت عنه مائة سيئة،و كانت حزرا له من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي،و لم يأتي احد بافضل مما جاء به الا رجل عمل اكثر منه\"،ففي جزء لم يأتي احد بافضل مما جاء به.....هل يعني ذلك ان اجرها فوق أجر الصلاة. و الصيام و الحج حتى؟؟؟او الحديث محمول على المجاز لوصف مدى عظمة الاجر؟

الجواب

الحمد لله.

لقد فتح الله جل وعلا لعباده كثيرًا من أبواب الخير؛ من الذكر والدعاء والتهليل والتسبيح والتحميد ، وأعطى على ذلك الفضل العظيم والثواب الجزيل .

ومن ذلك ما روى البخاري (3293) ومسلم (2691) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ ) .

ومعنى : (عدل عشر رقاب) ؛ أي : ثواب عتق عشر رقاب ، وهو جمع رقبة .

( ومُحيت )؛ أي: أُزيلَت.

( وكانت له حِرْزًا ) ؛ أي : حفظًا ومنعًا.

أما قوله : ( ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ) أي : لا يكون أحد أفضل عملا من الذي قال هذا الذكر ، إلا من قال هذا الذكر أزيد من مائة مرة  . 

ويحتمل أن تراد الزيادة من غير هذا الجنس من الذكر وغيره ، أي : إلا أن يزيد أحد عملا آخر من الأعمال الصالحة .

ففي "كتاب المسالك في شرح موطأ مالك" (3/427):

" قوله : ( إلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ) هو تنبيهٌ على أنّ هذه الغاية في ذِكْرِ الله تعالى ، وأنّه قلَّ من يزيد عليه ، ولذلك قال : ( وَلمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ ممّا جاءَ بهِ ) ولو لم يُفِد ذلك لبَطَلَت فائدة الكلام ؛ لأَنّ كلَّ ما أتَى الإنسانُ ببعضه فإن أحدًا لا يأتي بأفضل ممّا جاء به ، إلَّا من جاء بأكثر من ذلك ، ولكنه أفاد بذلك أنّ هذا غاية في بابه .

ثم قال:  ( إِلاَّ رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذلك )، لئَلّا يظنّ السّامع أنَّ الزِّيادةَ على ذلك ممنوعة كَتَكْرَارِ العمل في الوُضوءِ.

ووجه ثانٍ: وهو أنّه يحتمل أنّ يُريدَ أنّه لا يأتي أحدٌ من سائر أبواب البِرِّ بأفضل ممّا جاء به ، ( إلّا رجلٌ عمل أكثر من ذلك ) أي من عمله " انتهى.

وقال الصنعاني : " قوله : ( عمل أكثر منه ) أقول : فيه دليل على أن من أتى بالذكر المذكور أكثر من مائة مرة، كان له الأجر على المائة ، وأجر آخر على الزيادة ، وأنه ليس هذا من الحدود والمقادير التي نهي عن زيادتها ، فإن زيادتها لا فضل فيها أو تبطلها ، كالزيادة في عدد الركعات .

ويحتمل أن يراد بالزيادة من أعمال الخير ، لا من التهليل .

ويحتمل أن المراد مطلق الزيادة من تهليل وغيره ، وهذا الاحتمال أظهر . كذا قيل " انتهى من "كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير" (4/294).

وفي مرقاة المفاتيح (4/596) : 

" ( ولم يأت أحد ) أي : يوم القيامة ( بأفضل مما جاء به ) أي : بأي عمل كان من الحسنات. وقال ابن حجر : أي أكثر من الذكر الذي جاء به " انتهى .

وعليه : فليس المعنى أن من قال هذا الذكر أو زاد عليه أجره أعظم من أجر الصلاة والصوم والحج ، وإنما المعنى - فيما يظهر - أنه من أفضل أنواع الذكر ، ولن يأتي أحد يوم القيامة بذكر أفضل منه ، إلا من زاد عليه عددًا أو نوعًا آخر من أنواع الذكر ، أو طاعة أخرى هي أجل وأثقل في الميزان منه، على القول الآخر في معنى الحديث.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب