الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

أيهما أعظم فتنة الدجال أم فتنة النساء؟

434239

تاريخ النشر : 11-05-2023

المشاهدات : 14088

السؤال

جاء في الحديث أنّ أعظم فتنة للرجل هي المرأة، وحديثٌ آخر يقول: إنّ المؤمن يمرُّ بفتن كثيرة وأعظمُها الدجال، ألا يتعارض هذان الحديثان مع بعضهما البعض؟

الجواب

الحمد لله.

عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَهْطٍ مِنْهُمْ أَبُو الدَّهْمَاءِ وَأَبُو قَتَادَةَ قَالُوا: كُنَّا نَمُرُّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، نَأْتِي عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّكُمْ لَتُجَاوِزُونِي إِلَى رِجَالٍ، مَا كَانُوا بِأَحْضَرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، وَلَا أَعْلَمَ بِحَدِيثِهِ مِنِّي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ )، رواه مسلم (2946) وفي رواية له: (أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ).

قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:

" ( أمر أكبر من الدجال ) فهو كبر الشأن وعظم الفتنة، لا كبر الجسم، هذا الأظهر، وقد يحتمل أنه يشير إلى عظم الجسم " انتهى من"اكمال المعلم" (8 / 504).

وهذا لا يتعارض مع حديث أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ) رواه البخاري (5096)، ومسلم (2740).

قال ابن بطال رحمه الله تعالى:

" وفى حديث أسامة أن فتنة النساء أعظم الفتن مخافة على العباد؛ لأنه عليه السلام عمم جميع الفتن بقوله: (ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء) ، ويشهد لصحة هذا الحديث قول الله تعالى: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ ) الآية، فقدم النساء على جميع الشهوات.

وقد روى عن بعض أمهات المؤمنين أنها قالت: من شقائنا قدمنا على جميع الشهوات.

فالمحنة بالنساء أعظم المحن، على قدر الفتنة بهن، وقد أخبر الله مع ذلك أن منهن لنا عدوًا، فينبغى للمؤمن الاعتصام بالله، والرغبة إليه في النجاة من فتنتهن، والسلامة من شرهن " انتهى من "شرح صحيح البخاري" (7/188).

فظاهر حديث أسامة هو عن فتن الشهوات التي تعترض المؤمن في حياته وعيشه، دائما، وهي كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقيت بعد أن توفاه الله ، ثم لا تزال مستمرة في كل زمن، من الافتتان بالنساء والأموال والجاه ونحو هذا، فهذه الفتن أخطرها فتنة النساء.

وأما فتنة الدجال فليست داخلة في هذا النوع من الفتن؛ لأنها فتنة لم يتركها النبي صلى الله عليه وسلم موجودة فهي لم تأت بعد، وهي ليست من جنس فتن الشهوات، بل هي من فتن الشبهات.

كما أن حديث أسامة عن الفتن المختصة بالرجال دون النساء، أما الدجال فهو فتنة للجميع.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب