الحمد لله.
يجوز الأكل من الطعام الذي يوضع على سبيل الصدقة في الثلاجات على الطريق لغير المحتاجين من عابري السبيل وغيرهم؛ وذلك أن الغالب في الطعام الذي يوضع في هذه الثلاجات إما أن يكون مما استغنى عنه أصحابه، وينوون بوضعه في هذه الثلاجات حفظ النعمة من الإسراف والتبذير، بحيث ينتفع منه أي شخص، أو طعاماً جديداً يريدون به الصدقة بقطع النظر عمن ينتفع به، ولا يقصدون به فئة معينة.
وعليه؛ فيجوز الأكل منه حتى لمن كان حالته ميسورة، إلا إذا وضعوا تنبيهًا بتخصيصه للمحتاجين، أو لفئة معينة، أو كان هناك عرف شائع أنه خاص بفئة معينة، فلا يجوز، مثلاً: هذا الطعام لعابري السبيل، أو للمساكين أو المحتاجين، فمن لم تنطبق عليه الصفة المذكورة فلا يجوز له الأكل منها. ومن انطبقت عليه أكل.
قال البهوتي رحمه الله: "وما ينبذه الناس رغبة عنه كعظم به شيء من لحم رُغِبَ عنه، ونثار في عرس ونحوه، وما يتركه الحصَّادُ من الزرع، واللّقَّاطُ من الثمر رغبة عنه مَلَكه آخذه، مسلمًا كان أو ذميًّا" انتهى من "كشاف القناع" (9/464).
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (87565).
لكن إن كان في الطعام قلة، وبإمكان الغني أن يشتري من المكان ما يحتاج إليه؛ فينبغي للغني أن يوفر ذلك القليل للمارة، أو أهل المكان، من الفقراء والمساكين الذين يشق عليهم شراء ما يحتاجونه.
والله أعلم
تعليق