الحمد لله.
أولا:
الشيعة جعلوا الإمامة في أولاد الحسين، دون الحسن، وعللوا ذلك بأنه اصطفاء من الله، والله يفعل ما يشاء، وقال بعضهم: إن ذلك تعويض عما أصاب الحسين من البلاء والقتل.
وقال آخرون: إنه عقوبة للحسن على تصالحه مع معاوية.
وذكروا في ذلك رواياتٍ عندهم.
فعن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام: الحسن أفضل أم الحسين؟
فقال: الحسن أفضل من الحسين.
قلت: فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه، دون ولد الحسن؟
فقال: إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سُنَّة موسى وهارون، جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة؟ وإن الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون، ولم يجعلها في ولد موسى؛ وإن كان موسى أفضل من هارون. “بحار الأنوار” (25/ 249).
وعن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: سألت أبا الحسن الرضا، عليه السلام، قلت له: لأي علة صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام؟
قال: لأن الله عزوجل جعلها في ولد الحسين، ولم يجعلها في ولد الحسن، والله لا يُسأل عما يفعل. “بحار الأنوار” (25/ 260).
وقال الصادق عليه السلام: ” إن الله تعالى عوض الحسين (عليه السلام) من قتله أن جعل الإمامة في ذريته” “تأويل الآيات”، ص598.
وقال علي بن الحسين لعمه محمد بن الحنفية: “إن الله تبارك وتعالى لما صنع الحسن مع معاوية، أبى أن يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين عليه السلام” بحار الأنوار” (42/ 77).
وذكر القمي في كتاب “الإمامة والتبصرة من الحيرة” ص 194 “إن الله لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع، بدا لله؛ فالآن لا يجعل الوصية والإمامة الا في عقب الحسين عليه السلام “
وهذا كله كذب، مبني على كذب؛ فليس هنالك أئمة معصومون، لا من ذرية الحسن، ولا الحسين رضي الله عنهما.
وعقيدة البداء كفر بالله؛ لما فيها من نسبة الجهل لله تعالى.
ثانيا:
ذهب بعض الباحثين من السنة إلى أن سر تفضيل الحسين، وجعل الأئمة من أولاده: زواجه من شاه زنان بنت يزدجرد ملك الفرس، وقد ولدت له علي بن الحسين الملقب بزين العابدين رحمه الله، وهو الإمام المعصوم بعد الحسين.
وهذا ليس ببعيد، وكيفما كان الأمر، فدين القوم مضطرب، مليء بالتناقض، وفي تنازل الحسن رضي الله عنه لمعاوية رضي الله عنه أبلغ دليل على بطلان العصمة.
والله أعلم.
تعليق