الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

أختها مهتمة بالإسلام وتسأل عن الروح والإرث

السؤال

الذي هداني للإسلام قبل 9 سنوات ، أختي مهتمة الآن بالإسلام ولكن لا زال عندها بعض المعارضة فهي تسأل أسئلة ليس لها صلة بالموضوع مثل: لماذا ترث المرأة نصف ما يرثه الرجل ؟ قلت لها بأن الرجل هو المسئول عن المصروفات المادية ، فقالت وماذا إذا كانت هي التي تعمل ؟ قلت أنه في جميع الحالات الرجل هو المسئول عنها مادياً وعندما يرث مالاً فهو كذلك المسئول عنها حتى لو أنها تعتمد على نفسها في الدخل.
سألت أيضاً ماذا يحدث للروح عند النوم ؟ قلت الله يأخذها (حسبما قرأت) ، قالت أحياناً نستيقظ في الليل أليس هذا تناقض ؟ قلت لا وأنا لست عالمة بهذه الأمور وهناك أمور أهم يجب أن نعرفها كأمور العقيدة والعبادة والفقه وهكذا.
قالت فكيف تعلمين بأنك على الطريق الصحيح ؟ هذه الأسئلة تجعلني أظن بأنها تبتعد عن الإسلام ، أحاول أن أعطيها كتباً ولكنها لا تقرأ . هي دائماً تريدني أن أخبرها بهذه الأشياء .
والدتي تحاول أن تفرق بيني وبينها لأنها لا تريدني أن أتحدث مع أختي عن الإسلام .
اليوم قالت لي إذا واصلتي الحديث معها عن الإسلام فسوف نقطع علاقتنا بك ، كما أن والدتي تسب الإسلام وتسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمامي وتريدني أن أنزع نقابي .
لست أدري ماذا أفعل ، والدتي الآن ستغادر البلد مع أختي .

الجواب

الحمد لله.

عليك بمواصلة دعوة أختك إلى الإسلام لقوله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ... الآية ) وعليك بالصبر على أذى والدتك كما أوصى الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله : (واصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ... ) ، ولا تيأسي من إعراض أختك ، ولا تتحسري بعد بذل الوقت في دعوتها إلى الإسلام إذا لم تستجب قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) .
وقوله : ( فلعلك باخع نفسكم على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً ) .
وأما ما أجبت به عن أسئلتها فصحيح ، وأما الاستيقاظ في الليل مع أخذ الله للروح عند النوم فلا يتعارضان فالذي قَدِر على أخذ الروح هو الذي يقدر على ردها ولهذا أُستُحب لمن استيقظ من نومه أن يقول ( الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره ) حسنه الألباني (1/329) صحيح الجامع .
وأما ما يتعلق بميراث المرأة فإنها - كما ذكرت - ليست مسؤولة عن النفقة وإنما ذلك على الرجل ، كما أن الرجل يدفع إليها المهر ويوجد لها المسكن ... إلخ فهي منتظرة الريادة مطلقاً بخلاف الرجل فليس من العدل المساواة بينها وبين الرجل في الميراث والله تعال أعدل العادلين وأحكم الحاكمين .
وهذا واسأل الله أن يثبتِك وأن يأجرك على دعوتك وعليك بالرفق بهم ولا يبدر منك استفزاز لهم أو سبٌ لدينهم فيحملهم ذلك على سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، والله ولي التوفيق .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد