هل فضل ليلة القدر وشرفها لذاتها أم لنزول القرآن فيها؟

السؤال: 598323

هل فضل ليلة القدر وشرفها لذاتها أم لنزول القرآن فيها؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فضل ليلة القدر وشرفها لذاتها ولما خُصت به من الفضائل ، وعلى رأسها نزول القرآن فيها ، ففضل ليلة القدر لذاتها؛ لقول الله تعالى : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر/ 3].

فعبادة ليلة القدر أفضل من عبادة ألف شهر.

ولقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) [الدخان/ 3]. فهذه الآية تدل على أن فضلها كان للأمرين؛ لذاتها، ولما خص فيها من الفضائل.

قال أبو بكر ابن العربي، رحمه الله: "البركة: هي النماء والزيادة، وسماها مباركة لما يعطي الله فيها من المنازل، ويغفر من الخطايا، ويقسم من الحظوظ، ويبث من الرحمة، وينيل من الخير، وهي حقيقة ذلك وتفسيره". "أحكام القرآن لابن العربي " (4/ 117).

 وشرفها يعود لأمور عدة، منها:

1-أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم جملةً واحدةً إلى السماء الدنيا في ليلة القدر؛ قال الله عز وجل: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر/ 1].

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَكَانَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَكَانَ إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُحْدِثَ شَيْئًا نَزَّلَ فَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ عِشْرِينَ سَنَةً رواه النسائي في السنن الكبرى (7/247)، والحاكم في "المستدرك" (2/222)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/572).

وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/4)، والألباني، وقال: له حكم الرفع. ينظر: تفريغ "سلسلة الهدى والنور" للشيخ الألباني - الإصدار 4 (255/ 3).

2-اختصاصها بالتقدير السنوي: في كل عام يقدّر الله فيها مقادير العباد وأرزاقهم وسائر شؤونهم للسنة القادمة، كما قال تعالى: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ.

قَالَ مجاهد رحمه الله: يُقْضَى فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ مِنْ رِزْقٍ أَوْ مُصِيبَةٍ، ثُمَّ يُقَدِّمُ مَا يَشَاءُ، وَيُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ، فَأَمَّا كِتَابُ الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ فَهُوَ ثَابِتٌ لَا يُغَيَّرُ . تفسير الطبري (13/ 562).

3-ووصف الله تعالى ليلة القدر بأنها مباركة (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) [الدخان/ 3].

4-يكثُر نزول الملائكة في ليلة القدر ومعهم جبريل عليهم السلام؛ قال الله تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر/ 4].

5-ووصفها الله بأنها سلام، (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر/ 5] : أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى، كما قاله مجاهد. انظر: تفسير ابن كثير (4/531) .

6-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رواه البخاري (1901)، ومسلم (759).

والله أعلم.

المراجع

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android