الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

يتخيل الجماع حتى ينزل فما الحكم ؟

69868

تاريخ النشر : 07-05-2005

المشاهدات : 205063

السؤال

إن الله لا يستحيي من الحق ما حكم ما وقع مني من التفكير في الجماع الذي يعقبه نزول المني لشهوة ، وهذا بسبب الفكر المتكرر بدون لمس الذكر وبدون أي حركة أو كلام ، فإني أخشى أن أكون قد ارتكبت كبيرة وسقوطي فيه عدة مرات لأن التفكير سهل ومثير عندي مما يصعب تجنبه في بعض الأحوال ، والحمد لله لا أطلق بصري .

الجواب

الحمد لله.

هذا العمل الذي تقوم به من تعمد التفكير في الجماع ، واستجلاب ذلك ، والتلذذ به ، مما يترتب عليه نزول المني ، عمل محرم ، يلزمك التوبة منه ، مع الندم على ما فات والعزم على عدم العود .

وقد سئلت "اللجنة الدائمة للإفتاء" ما نصه : " هل يجوز للشاب الأعزب أن يفكر في الجماع ، أعني يتخيل أنه يجامع زوجته وهو لم يتزوج بعد ؟

فأجابت : لا يجوز له ذلك ؛ لأنه ذريعة إلى ارتكاب الفاحشة ، والوقوع في الشر والفساد " . انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (26/345) .

وجاء فيها أيضا ما نصه : " قد تنتاب الإنسان شهوته ، فيفكر في الجماع كثيرا ، فينزل منه المني ، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية ، هذا أمر ، وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللذة فهل هذا من قبيل العادة السرية أيضا ؟ نرجو إفادتنا برأي الإسلام في هذا الأمر وجزاكم الله خيرا .

فأجابت : إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوا فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى ؛ لما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ) وفي رواية : ( ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) .

لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل ؛ لأن حكم الجنابة قد تعلق به والحالة هذه . أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين الحين والآخر فهذا لا يجوز ، ولا يليق بخلق المسلم ، وينافي كمال المروءة . وعلى المسلم أن يكف عنه ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه ، على أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل ، ويخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه .

ويزداد الأمر قبحا في حق من عمد إلى هذا الأمر وقد أغناه الله بزوجة ، ومتى أنس الزوج بهذا الخلق المشين وجعله مسرحا لفكره فإن استقامة الحال والسكن والرحمة التي جعلها الله تعالى بين الزوجين في خطر " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (22/66) .

نسأل الله أن يوفقك لترك هذا العمل القبيح ، وأن يمن عليك بالعفة والإحصان .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب