الحمد لله.
فإن كل المنتسبين إلى الإسلام ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يقرأون القرآن
ويقرون بوجوب الصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والحج ولكنهم طوائف مختلفة ، ولكل طائفة طريقة تختص بها في اعتقاداتهم ، وعباداتهم وخير هذه الطوائف طائفة أهل السنة والجماعة ، وهي المتمسكة بالكتاب والسنة ظاهرا وباطنا والمتبعون لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، وللسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، قال تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ، وقال تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ... الآية ) . وشر الطوائف هم المنافقون الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر
ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وهم الذين قال الله فيهم : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين إلى قوله تعالى .. وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن ) . وما بين الطائفتين هم درجات متفاوتة في القرب والبعد من الخير والشر . والإسماعيلية طائفة من غلاة الرافضة ، وهم يتظاهرون بموالاة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، ويبطنون الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله ، ولهذا قال بعض العلماء في الفاطميين إخوان الإسماعيلية : أنهم يظهرون الرفض ، ويبطنون الكفر المحض ، ويقال لهم الباطنيون لأنهم يزعمون أن للنصوص وللشرائع معانٍ باطنة تخالف ما يعرفه المسلمون منها . كقولهم الصلوات الخمس : معرفة أسرارهم ، وصوم رمضان : كتمان أسرارهم ، والحج : السفر إلى شيوخهم . ولكن مذهب الباطنية _ ومنهم الإسماعيلية _ مبني على السرية ، فحقائق معتقادتهم أسرار يختص بمعرفتها السادة عندهم ، وهؤلاء السادة يموهون على عامتهم ، ويستعبدونهم ، ويستغلونهم ، ويفرضون عليهم خُلفا ً مالية يدفعونها إليهم في أوقات معلومة ، ويلزمونهم بطاعتهم طاعة مطلقة ، ويخوفونهم إن خالفوا أمرهم ان يصابوا ببلاء ، ويأمرونهم بمخالفة أهل السنة في صومهم وفطرهم وحجهم ، وقد يتسامحون بشيء من ذلك مجاملة وخداعا . وأنت أيها السائل من عوام الإسماعيلية لاتعرف الأسرار التي عند السادة ، وهم لايرونك أهلا لأن يطلعونك عليها لأنهم يعرفون أنك وأمثالك لو اطلعتم على تلك الأسرار لنفرتم عنهم ، وتبرأتم منهم وكفرتم بمعتقداتهم ، وهم يريدون أن تبقوا اتباعا مستعبدين لهم ، وتبقى لهم السيادة عليكم . فاتق الله أيها السائل وأنقذ نفسك من العبودية لغير الله والتبعية لغير رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنه لا أحد يجب اتباعه وطاعته إلا الرسول عليه الصلاة والسلام ، منّ الله عليك بالهداية إلى السنة ، وجنبك طريق البدعة ، وبصرك بالحق إنه على كل شيء قدير .
تعليق