الحمد لله.
أولا :
استدعاء المني وإخراجه باليد ونحوها هو الاستمناء المحرم ، لكن إن كان ذلك لأجل الفحص والعلاج ، فلا حرج فيه ، كما هو مبين في الجواب رقم (27112) وراجع السؤال رقم (329) لمعرفة أدلة تحريم الاستمناء .
ثانيا :
إذا خرج المني عن طريق الضغط على البروستات ، أو بغير ذلك من الطرق ، فله حالتان :
الأولى: أن يخرج بلذة ، وهذا هو الغالب ، فحينئذ يجب الغسل باتفاق العلماء .
الثانية : أن يخرج بدون لذة ، وعادةً ما يحصل هذا بسبب المرض ، وبدون استدعاء ، فهذا مما اختلف فيه الفقهاء ، فالجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة على أنه لا يجب الغسل ، وهو الصحيح .
وهذا في المستيقظ ، وأما النائم ، فإنه إذا خرج منه المني وجب عليه الغسل مطلقا ، سواء خرج منه بلذة أو بدونها .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وظاهر الحديث [حديث ( الماء من الماء ) أنه يجب الغسل سواء خرج دفقا بلذة ، أم لا ، وهذا مذهب الشافعي رحمه الله : أن خروج المني مطلقا موجب للغسل حتى ولو بدون شهوة وبأي سبب خرج ؛ لعموم الحديث . وجمهور أهل العلم : يشترطون لوجوب الغسل بخروجه أن يكون دَفْقا بلذة .
وقال بعض العلماء : بلذة . وحذف " دفقا " وقال : إنه متى كان بلذة فلا بد أن يكون دفقا .
وذِكْر الدفق أولى لموافقة قوله تعالى : ( فلينظر الإنسان مم خلق . خلق من ماء دافق ) الطارق/ 5 ، 6 .
فإذا خرج من غير لذة من يقظان فإنه لا يوجب الغسل ، وهو الصحيح .
فإن قيل : ما الجواب عن حديث ( الماء من الماء ) ؟
قلنا : إنه يحمل على المعهود المعروف الذي يخرج بلذة ، ويوجب تحلل البدن وفتوره ، أما الذي بدون ذلك ، فإنه لا يوجب تحلله ولا فتوره " انتهى من "الشرح الممتع" .
وانظر جواب السؤال رقم (12317)
والله أعلم .
تعليق