الحمد لله.
فإنه لا مانع أن يخطط الإنسان ويقدّر ما يحتاج إليه في المستقبل ، وما يأمل تحقيقه ، ويقول سأفعل كذا غدا
أو بعد أسبوع ، أو بعد سنة ، لكن ينبغي أن يقول مع ذلك إن شاء الله ، قال تعالى : ( ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غدا إلاّ أن يشاء الله ) . وكل ما ينوي الإنسان فعله في المستقبل ، ويعزم عليه أو يرجو حصوله فإنه مبني على الأمل ، والأمل هو الذي يحفز الناس على العمل لكن المؤمن يسعى في هذه الحياة فيما ينفعه في دينه ودنياه ، ويأخذ بالأسباب ، ويتوكل على الله ، ويستعين به ، كما قال عليه الصلاة
والسلام : " احرص على ما ينفعك واستعن بالله " . وقال تعالى : ( فاعبده وتوكل عليه ) . وأما الكافر والغافل فإنه يعتمد على الأسباب ويغفل عن ربه الذي بيده الملك ، ولا يكون إلا ما يشاء سبحانه وتعالى ولو نظر الإنسان إلى العوارض التي تحول بينه وبين ما يأمله ، وغلب عليه التفكير في الموت وغيره من العوارض لتوقف عن العمل ، وعطّل مصالحه ، وبهذا يعلم أن الإنسان لا يستطيع العيش في هذه الحياة إلا مع شيء من الأمل يجعله يتحرك على مصالحه التي يطمع في حصولها . ولكن ينبغي للمؤمن أن يكون قصير الأمل ، لا يرْكن للدنيا ، ولا يؤثر لذاتها بل يجعل الآخرة نصب عينيه ، فيجتهد في الأعمال الصالحة التي تقربه إلى ربه ، ويستعين بنعمته على طاعته ، ليفوز بسعادة الدنيا والآخرة .
تعليق