الحمد لله.
أولاً:
نسأل الله أن يشفيك ويعافيك ، ونسأله تعالى أن يُعظم لك الأجر ، ونوصيك بالصبر على هذا الابتلاء ، واحتساب الأجر عند الله ، فالصبر والاحتساب مما يتحقق بهما الأجور العظيمة على الابتلاء بالسراء .
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَنٍ وَلاَ أَذى وَلاَ غمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكَها إِلاَّ كفَّرَ الله بِهَا مِنْ خَطَايَاه " . رواه البخاري ( 5318 ) ومسلم ( 2573 ) .
واعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن رحمة الله وسعت كل شيء ، وأن ما فعلتيه من استعمال ذلك " الكريم " – وقد قرأنا حوله أنه خطير ، وقد منع من استعماله في بعض الدول - لو كان ذنباً فإنه لا ينبغي لك أن تستبعدي رحمة الله عنك ، والله تعالى يقبل توبة عباده المذنبين لو كانوا جاءوا بكبائر تتعدى لغيرهم كالقتل والزنا ، ويقبل توبة المشركين والمرتدين وهي متعلقة بالكفر به تعالى ، بل إن الله تعالى يبدل سيئاتهم حسنات ، فلا وجه لاستبعادك رحمة الله عنك وقد استعملتِ ذلك " الكريم " جهلاً منك بعواقبه ، وليس بقصد تغيير خلقة الله كما ذكرتِ .
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا . وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) الفرقان/68 - 71 .
فالذي نوده منك ونوصيك به هو : الاستمرار على التقرب من الله تعالى بالقيام بالفرائض ، وبأداء النوافل ، وبطلب العلم ، وبالقيام بما تستطيعينه من نوافل الطاعات .
واعلمي أن الله تعالى قد يكون أراد بك خيراً بابتلائك بتلك الأمراض ، وذلك حتى ترجعي إليه تعالى بالقربات والعبادات ، والمؤمن كل ما يقدره الله تعالى له فهو خير له ، إن وهبه الله مالاً وجاهاً ونعماً شكر فكان خيراً له ، وإن ابتلاه ربه بالأمراض والفقر صبر فكان خيراً له ، وليس هذا إلا للمؤمن .
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) .
رواه مسلم ( 2999 ) .
ثانياً:
وأما بخصوص ما ابتلاك الله تعالى به : فاعلمي أنك في حاجة إلى سلوك طريقين لتتخلصي من هذا الابتلاء الذي قدَّره الله تعالى عليكِ :
الأول : البحث عن العلاج المناسب بالأدوية الحسية ، سواء من الأعشاب الطبيعية ، أو الأدوية الكيميائية غير الضارة ، أو الجراحة ، أو الأدوية التي ورد الخبر بكون فيها الشفاء ، كالعسل ، وماء زمزم ، والحبة السوداء ، وغيرها ، وكل هذا داخل في العلاج المباح ، وما من داء إلا وله دواء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله ، وارجعي في معرفة ذلك إلى الثقات المهرة من أهل الاختصاص .
والثاني : التزام الأدوية الشرعية المعنوية ، كالاستغفار ، والدعاء ، وأذكار الرقية الشرعية .
وتفصيل ذلك بأدلته : في جوابي السؤالين : ( 69766 ) و ( 9691 ) .
ومن المهم أن تنظري في جواب السؤال رقم ( 71236 ) ففيه : بيان موقف المؤمن من الابتلاء .
وانظري جواب السؤال رقم (82866) ففيه : تجربة مريرة لأخت ضلت الطريق ، وإرشادها كيف تعود ؟!
وفي نهاية الجواب نحذر الأخوات الفاضلات من استعمال أدوات التجميل ، والكريمات ، وغيرهما مما يصنع من مواد كيمائية ، أو من مواد نجسة ، ويكون لها آثار جانبية خطيرة ، فليحذرن من الدعايات التي تسوق لهذه المواد ، وليكتفين بما يُصنع من مواد طبيعية ، أو أعشاب غير ضارة .
ونسأل الله تعالى أن يعجِّل شفاء أختنا الفاضلة ، وأن يكتب لها الأجر ، وأن ييسر لها الخير حيث كان .
والله أعلم
تعليق