الحمد لله.
أولا :
نسأل الله تعالى أن يهدي ابنتك ، ويصلح حالها ، ويعيذها من شر نفسها ومن نزغات الشيطان ، ولا شك أن ما ذكرت من خلعها الحجاب ورفضها له ، من البلاء الكبير الذي يبتلى به المؤمن في ولده وفي أحب الناس إليه ؛ وهو بلاء يحتاج إلى صبر ، وحسن معالجة ، نسأل الله أن يعينكما على ذلك .
ثانيا :
يجب على الأب أن يأمر ابنته بالحجاب ، وأن يلزمها به في حال بلوغها ، وأن يمنعها من الخروج من البيت بدونه ؛ لأنه مسئول عن رعيته ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) التحريم/6 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .... وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ) رواه البخاري (893) ومسلم (1829).
وعلى الأب أن يشدد في ذلك ، وأن لا يتهاون فيه ، لأنه أمر بواجب ، ومنع من معصية تتكرر بتكرر الخروج .
هذا هو الأصل الذي يجب العمل به ، لكن إذا كانت البنت تهدد بإيذاء نفسها في حال إرغامها على الحجاب ، أو منعها من الخروج بدونه ، وكان هذا التهديد حقيقيا ، بحيث يغلب على الظن أنها ستؤذي نفسها أذى بالغا ، أو تفكر في الهرب من البيت وترك الأسرة ، فحينئذ يكتفي الأبوان بالأمر والتوجيه والنصح ، مع إحسان المعاملة ، والترغيب في الصالحات ، وتقوية الإيمان ، وغرس محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم في قلب الفتاة ، فلعل هذا يكون دافعا لها لارتداء الحجاب .
وينبغي إحاطة الفتاة ببعض الصديقات الصالحات ، فإن أثر الصداقة قد يكون أقوى من تأثير الوالدين ، كما ينبغي الاستعانة بمن يسدي لها النصح ، من قريب أو عالم أو داعية ، فقد تكون لديها شبهة ، أو غفلة عن خطورة التبرج وإثمه ، والحال أنها ستجمع بين منكرين عظيمين : عقوق الوالدين ، وترك الحجاب .
ثم إننا نوصيكم بالدعاء لها ، واختيار أوقات الإجابة ، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .
والله أعلم .
تعليق