الحمد لله.
أولا :
نحمد الله تعالى أن وفقك وهداك إلى الإسلام ، ونسأله سبحانه أن يمن على جميع أسرتك بذلك . ونوصيك بالإحسان إليهم ، والرفق في دعوتهم ، والحرص على هدايتهم ، فإن ذلك من أعظم ما تقدّمه إليهم .
ثانيا :
سؤال عيسى عليه السلام أن يبارك الطعام : هو من الشرك الأكبر لأنه دعاء لغير الله تعالى ، فلا يجوز المشاركة فيه ، أو السكوت عنه مع القدرة على إنكاره ، فمن عجز عن الإنكار باللسان أنكر بقلبه مع مفارقة المكان ، لقوله تعالى : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) النساء/140 .
قال الجصاص في "أحكام القرآن" (2/407) : "وفي هذه الآية دلالة على وجوب إنكار المنكر على فاعله ، وأن من إنكاره إظهار الكراهة إذا لم يمكنه إزالته وترك مجالسة فاعله والقيام عنه حتى ينتهي ويصير إلى حالٍ غيرها" انتهى .
وعليه ؛ فالواجب أن تنكر عليهم دعاءهم أو تقوم عنهم إذا شرعوا فيه ، ولعل الأفضل أن تتأخر قليلا إلى أن يبدأوا في الطعام فلا تسمع دعاءهم .
وإذا كانت الأسرة تستمع لك وتتقبل دعوتك ، فإن الأولى أن تبين سبب قيامك أو سبب تأخرك ، وأن الإسلام يقيم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزنا كبيرا ، وأن الإسلام لا يقر أبداً أن يُدعى غير الله ، ولا يقر أتباعه على سماع الكلام المنكر وإقراره .
ونسأل الله تعالى أن يزيدك علما وهدى .
والله أعلم .