تصلي ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد مرة واحدة، والتوحيد مرة واحدة ، وتطيل الركوع والسجود، وبعد الانتهاء من الصلاة تقول: يا ماجد يا واحد يا كريم، أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة صلى الله عليه وآله، يا محمد يا رسول الله، إني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ورب كل شيء وأسألك اللهم أن تصلي على محمد وأهل بيته وأسألك نفحة كريمة من نفحاتك، وفتحا يسيرا ورزقا واسعا ألم به شعثي وأقضي به ديني وأستعين به على عيالي؟
الحمد لله.
لا يعرف في السنة الصحيحة صلاة مخصوصة لطلب الزيادة في الرزق، فهذه الصلاة الموصوفة في السؤال بدعائها صلاة مبتدعة، وهو من التشريع في الدين بما لم يأذن به الله، ومن البدع المحدثة المنهي عنها.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
" أهل السنة والجماعة يقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها. " انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 / 278-279).
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
" البدع التي أحدثت في مجال العبادات في هذا الزمان كثيرة، والأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع شيء منها إلا بدليل، وما لم يدل عليه دليل فهو بدعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد متفق عليه، والعبادات التي تمارس الآن ولا دليل عليها كثيرة جدا... " انتهى من "كتاب التوحيد" (ص 160).
قول الداعي في دعائه بعد هذه الصلاة المبتدعة "أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة صلى الله عليه وآله يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله.." قول لا يجوز، وهو من التوسل البدعي الممنوع.
وينظر للأهمية جواب السؤال رقم (التوسل الشرعي والبدعي) لمعرفة التوسل الشرعي والبدعي.
ومن دعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته أو غيره من الأموات لدفع ضر أو جلب نفع فهو مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة، وعليه أن يتوب إلى الله تعالى.
راجع جواب السؤال رقم: (112131)، (114142).
هناك من الأسباب المشروعة لزيادة الرزق ما يحسن أن نشير إليه وننبه عليه؛ أخذا بالأسباب الشرعية، وحذرا من الابتداع في الدين، فمن ذلك:
• الاستغفار؛ قال تعالى:فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا نوح/10- 12
• ومنها صلة الرحم؛ لما روى البخاري (2067) ومسلم (2557) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.
قال النووي رحمه الله:
" (بَسْط الرِّزْق) تَوْسِيعه وَكَثْرَته، وَقِيلَ: الْبَرَكَة فِيهِ." انتهى.
• ومنها كثرة الصدقة؛ فقد قال الله تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ سبأ/ 39.
وروى مسلم (2588) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ.
قال النووي رحمه الله:
" ذَكَرُوا فِيهِ وَجْهَيْنِ: أَحَدهمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُبَارَك فِيهِ، وَيَدْفَع عَنْهُ الْمَضَرَّات، فَيَنْجَبِر نَقْص الصُّورَة بِالْبَرَكَةِ الْخَفِيَّة، وَهَذَا مُدْرَك بِالْحِسِّ وَالْعَادَة. وَالثَّانِي أَنَّهُ وَإِنْ نَقَصَتْ صُورَته كَانَ فِي الثَّوَاب الْمُرَتَّب عَلَيْهِ جَبْر لِنَقْصِهِ، وَزِيَادَة إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة " انتهى.
• ومنها: تقوى الله عز وجل، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ الطلاق/2، 3.
• ومنها: الإكثارُ من الحجِ والعمرة والمتابعةُ بينهما؛ لما روى الترمذي (810) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وصححه الألباني.
• ومنها الدعاء ؛ لما روى ابن ماجة (925) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا صححه الألباني في "صحيح ابن ماجة".
والله أعلم.