هل يجوز الذهاب للشواطئ العامة أو المسابح وأنا ألبس ملابس تغطي جسمي تماماً ولا أعير اهتماماً لما يلبسه الآخرون ؟ .
الحمد لله.
اعلم وفقك الله أن المسلم مأمور بصيانة دينه ، والبعد عن مواطن الفتنة ، والذهاب إلى هذه الشواطئ محرم لما فيها من كشف للعورات واختلاط مستهتر بين الرجال والنساء .
ثم هذه الأماكن مليئة بالمنكرات فلا يجوز لك الذهاب إليها إلا إذا كنت ستأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم ( 49 ) .
فإن بقيت معهم من غير أمر بالمعروف ونهي عن المنكر كنت شريكاً لهم في الإثم ، قال الله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) النساء /140 ، ففي هذه الآية الكريمة دليل على أن من جلس مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية أو عملوا بها فإن لم يقدر أن ينكر عليهم ينبغي أن يقوم عنهم ) تفسير القاسمي 5 / 526 .
ولا يُلَبِّس عليك الشيطان ويجعلك تقول : إني لا أعير اهتماما لما يلبسه الآخرون ، فإن هذا من تزين الشيطان ؛ لأن الإنسان إذا ذهب لابد وأن يقع نظره على ما يغضب ربه ومولاه ، ولربما نظرة لم تقصدها يعمل فيها الشيطان أعماله ، وتكون طريقا للفتنة والعياذ بالله ، أسأل الله أن يعيذنا وإياك من مضلات الفتن ، وأن يثبت قلوبنا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والله أعلم .