هل إذا قلنا لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة على فترات متقطعة نُحَصِّل الأجر كما في هذا الحديث” من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. في يومٍ مائةَ مرَّةٍ، كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه ” وهل يمكن الجمع بين الحديث السابق وحديث: ” من أعتق رقبةً مسلمةً أعتق اللهُ بكلِّ عضوٍ منه عضوًا من النارِ، حتى فَرْجُه بفَرْجِه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة؛ كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء، إلا رجل عمل أكثر منه).
الحمد لله.
روى البخاري (3293) ومسلم (2691) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ.
ولم يشترط في الحديث متابعة التهليل المذكور مائة مرة لنيل هذا الفضل؛ فالظاهر أن الأمر في ذلك واسع، وأن قيد الأجر الحاصل هنا هو وقوعها في يوم واحد، لا وقوعها متوالية.
قال النووي رحمه الله:
“وَظَاهِرُ إِطْلَاقِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ يُحَصِّلُ هَذَا الْأَجْرَ الْمَذْكُورَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْ قَالَ هَذَا التَّهْلِيلَ مِائَةَ مَرَّةٍ فِي يَوْمِهِ سَوَاءٌ قَالَهُ مُتَوَالِيَةً، أَوْ مُتَفَرِّقَةً فِي مَجَالِسَ، أَوْ بَعْضَهَا أَوَّلَ النَّهَارِ وَبَعْضَهَا آخِرَهُ.
لَكِنَّ الْأَفْضَلَ: أَنْ يَأْتِيَ بِهَا مُتَوَالِيَةً، فِي أَوَّلِ النَّهَارِ؛ لِيَكُونَ حِرْزًا لَهُ فِي جَمِيعِ نَهَارِهِ” انتهى من “شرح النووي على مسلم” (17/17).
وردت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالترغيب في العتق والحث عليه، ومن ذلك:
ما رواه البخاري (6715) ومسلم (1509) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ .
وروى أحمد (15417) عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعان مُكَاتَبًا فِي رَقَبَتِهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.
وليس هناك تعارض بين الحديثين أصلا، حتى ينظر في الجمع بينهما، بل الحديث الذي في فضل التهليل فيه أن: من قال (لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ) في يوم مائة مرة: يرجى له من الأجر والفضل والعتق من النار كما يُرجى لمن حرر رقبة مسلمة من العبودية، وقد صرح به القاضي عياض رحمه الله، ينظر “شرح النووي على مسلم” (17/18).
وليس في نفس الحديث بيان ما يرجى لمن أعتق رقبة مسلمة.
وإنما ذلك في الحديث الآخر الذي بين أن الله يعتق بكل عضو من الرقبة المحررة، عضوا من النار، من بدن من أعتقها. وفضل الله واسع، وكرمه عظيم.
وقال ابن رجب رحمه الله:
” تحقيق كلمة التوحيد يوجب عتق الرقاب، وعتق الرقاب يوجب العتق من النار، كما ثبت في الصحيح: أن من قالها مائة مرة كان له عدل عشر رقاب.
وثبت أيضا: أن من قالها عشر مرات كان كمن اعتق أربعة من ولد إسماعيل.
وفي سنن أبي دواد وغيره عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم أني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاث مرات أعتق الله ثلاثة أرباعه ومن قالها أربع مرار أعتقه الله من النار ” انتهى من “لطائف المعارف” (ص283).
فينبغي أن يكون هذا الفضل العظيم دافعا للازدياد من الخير والحرص عليه لا إلى فتور وكسل عن أداء الطاعات، أو تَعَجُّبٍ واستبعادٍ لهذا الفضل والثواب.
وينظر للفائدة هذه الأجوبة: 148699، 125773، 14608، 429139، 198419.
والله أعلم.