تواجهنا في المراكز الإسلامية وأثناء دعوة النساء الكافرات إلى الإسلام مشكلة تعلّق الزوجة بزوجها الكافر الذي لا يريد أن يسْلم ويصعب عليها أن تضحي بزواجها منه وخصوصا عندما يكون بينهما أولاد وزوجها حسن الخلق فيتغلّب حبها له ونحن نعلم أنّ المرأة الكافرة إذا أسلمت لا يجوز لها البقاء في عصمة الرجل الكافر لقوله تعالى : ( لا هنّ حِلّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ ) فكيف نتعامل مع هذه المشكلة وهل يجوز أن نركز على إسلامها ونترك باقي الموضوع ؟
الحمد لله.
عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
"امرأة تقول : أريد الإسلام وزوجي جيد ولا أريد الانفصال عنه ، فماذا أفعل ؟
الجواب :
لابد أن تنفصل عنه ، ولكن هل من الممكن أن تدعوه للإسلام ؟ فتقول : إني أريد أن أسلم فإن أسلمْت فقد فسخ العقد إلا أن تسلم ، فلعلها إذا ذكرت هذا له يوافق على الإسلام .
سؤال :
إذا أسلمت ، فهل تكون في البيت حين دعوته أم تترك البيت ؟
جواب :
إذا كانت ترجو إسلامه تبقى في البيت حتى تنتهي العدة .
سؤال :
وهل تكشف عليه أثناء العدة أم لا ؟
جواب :
الاحتياط أن لا تكشف ؛ لأنه ليس مؤكدا أنه يوافق .
سؤال :
ولا الخلوة ؟
جواب :
ولا الخلوة .
سؤال :
إذا كان إخبارها بهذا قد يصدها عن الإسلام ، فهل يجوز لنا شرعا أن نحجب عنها النصف الثاني من الجواب ، فنقول : أسلمي أولا ثم نجيبك بعد ذلك عن حكم الاستمرار ؟
الجواب :
لا ، لو قلنا هذا ثم أُخبرت فارتدت صارت المشكلة أعظم ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب حين بعثه لأهل خيبر : أدعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه .
سؤال :
فهذه الآن لو بقيت معه بمعاشرة بعد الإسلام فهي صاحبة كبيرة ؟
جواب :
نعم ، ولكن هل يجوز الإصرار على الزنا ؟!!
سؤال : ما ملخص ما نجيبها به ؟
جواب :
نقول لها : أسلمي ، واعلمي أنك إذا أسلمت ولم يسلم زوجك فإنه ينفسخ النكاح . انتهى .
وينبغي التركيز في الحديث مع النّساء اللاتي يتعرّضن لهذه القضية على الأمور التالية مع الشّرح المستفيض :
- تقديم محبّة الله ورسوله على محبّة كلّ أحد
- أنّها إذا أخلصت في دعوته والدّعاء له فقد يهديه الله على يديها
- أن من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه
- أنّ الله لا يُضيّع عبده الذي ضحّى بما يحبّ من أجله
وكذلك أن يُسعى في حلّ مشكلة مثل هذه المرأة إذا أسلمت وانفصلت عن زوجها بأن يتقدّم من الاخوة المسلمين من يتزوجها ويضمّ إليه أولادها أو يوجد من أهل الخير المسلمين من ينفق عليها وعليهم ، نسأل الله الهداية والتوفيق والسّداد ، وصلى الله على نبينا محمد .