الجمعة 7 جمادى الأولى 1446 - 8 نوفمبر 2024
العربية

كيف يتمكن الطبيب الجراح من الصلاة مع تقارب أوقاتها في الشتاء ؟

السؤال

لقد قرأت إجابتكم بخصوص الصلاة أثناء إجراء جراحة أو بعدها وأنا أعمل طبيبة ويكون النهار قصيرا جدا بكندا أثناء فصل الشتاء حتى إنه يحين وقت صلاة المغرب الساعة 5 مساء ولذلك فإن الوقت بين الصلوات قصير جدا ولا أعلم كيف يوفق الجراح عمله مع هذا الوقت القصير ولذلك فأنا أعتقد أنه من الأفضل أداء الصلاة قضاء ، فما رأيكم في ذلك؟

الجواب

الحمد لله.

يجب أداء الصلوات في مواقيتها كما أمر الله تعالى ، ولا يجوز تأخيرها إلا لعذر يبيح الجمع بين الصلاتين ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) النساء/103 أي : لها وقت محدد .
والتهاون في الصلاة وتأخيرها عن وقتها بدون عذر كبيرة من كبائر الذنوب ؛ لقوله تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) مريم/59 .
قال ابن مسعود رضي الله عنه عن الغي : واد في جهنم ، بعيد القعر ، خبيث الطعم .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) رواه البخاري (553).
وأما الجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، تقديما أو تأخيرا ، فإنه يجوز لأعذار بَيَّنها أهل العلم ، ومنها : رفع الحرج والمشقة ، وهذا يصلح فيما ذكرت هنا ، فالطبيب إذا خشي أن يتأخر في العملية فيخرج منها وقد انتهى وقت صلاة العشاء مثلا ، فإنه يجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم ، فيصليهما في وقت المغرب ، وإذا كان سيدخل العملية قبل وقت المغرب ، ويخرج قبل انتهاء وقت العشاء فإنه يؤخر المغرب ويجمعها جمع تأخير مع العشاء ، بعد خروجه من العملية . وهكذا في صلاتي الظهر والعصر .
ودليل ذلك ما روى مسلم (705) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ . فقيل لِابْنِ عَبَّاسٍ : لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ .
فحيث وجد الحرج والمشقة ، جاز الجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، وأما الفجر فلا تجمع إلى شيء قبلها ولا بعدها .
والصلاة شأنها عظيم ، وأمرها خطير ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد ، فيجب المحافظة عليها ، والعناية بأمرها .
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب