الحمد لله.
شروح صحيح البخاري كثيرة ومتنوعة ، وهي في أغلبها متخصصة يصعب استيعابها على غير المتخصصين في دراسة العلوم الشرعية ، سبب ذلك صعوبة الطريقة التي كتب فيها البخاري صحيحه ، حيث اهتم كثيرا بتعدد الطرق وتكرار الحديث وكثرة التبويبات ، مما فرق على القارئ أو الحافظ ذهنه وشتت عليه فكره .
ولذلك جاء العلامة أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الزبيدي (893هـ) فاختصر صحيح البخاري من الأسانيد والمكررات ، وسمى مختصره "التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح" ، وقد طبع بتحقيق إبراهيم بركة طبعة جيدة فيها شرح مختصر لهذه الأحاديث .
فمن أراد أن يقرأ صحيح البخاري من غير المتخصصين فعليه بمختصر الزبيدي له ، وليحرص على قراءته والاستفادة منه ، ثم ليحاول تفهم الأحاديث الموجودة فيه من كتب الشروح المختلفة ، ومن أيسرها :
1- كتاب "أعلام السنن" للعلامة الخطابي (388هـ) ، وهو شرح مختصر للصحيح .
2- حاشية العلامة السندي ، على صحيح البخاري ، وهي حاشية مختصرة جدا ، وفيها فوائد نافعة .
3- "عون الباري شرح التجريد الصريح" لصديق حسن خان (1307هـ) ، وهو شرح لمختصر الزبيدي ، اعتمد فيه على فتح الباري ، فهو كالملخص له .
وهذه الشروح من أخصر شروح الصحيح وأسهلها، فهي تعتني بمعاني الألفاظ والعبارات والفوائد المستنبطة من الحديث ، ولا تعرج على الأسانيد ومشكلات المسائل والدقائق ، ولا يصعب قراءتها على عامة الناس في الأغلب ، وإن كانت أحيانا تخوض في بعض التفصيلات اللغوية وغيرها ، فعلى القارئ أن يتجاوز ما يصعب فهمه عليه .
على أنه الأقرب من هذه الشروح ، لغير المتخصص ، أن يستعين ببعض الشروح الصوتية لهذه الكتب ، ومنها شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، للصحيح .
وشرح الشيخ عبد الكريم الخضير ، حفظه الله ، لمختصر الزبيدي .
نسأل الله أن ييسر للكتاب من يقربه إلى عامة الأمة ، ويزيد نفع الناس به .
وانظر عن صحيح الإمام البخاري ومؤلفه (20153) ، (21523)
والله أعلم .
تعليق