الحمد لله.
الواجب عليها ترك سماع الأغاني سواء نذرت ذلك أم لم تنذر ، ويتأكد عليها تركها من أجل النذر ، وعقوبة مخالفة النذر عظيمة ، قال الله تعالى : ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) التوبة/75-77 .
فيجب عليها التوبة إلى الله تعالى من سماع الأغاني ، والتوبة من عدم الوفاء بالنذر .
وسماع الأغاني والمعازف تفسد القلب ، حتى يقع في النفاق ، ولهذا قال من قال من السلف : الغناء ينبت النفاق في القلب .
وصدقوا ، والواقع شاهد بهذا ، فإن من يسمع الأغاني يحب سماعها ، ويفضلها على سماع القرآن الكريم وتلاوته ، وهذا من النفاق ، وكلما زاد من السماع زاد من النفاق .
وقد يعجل الله تعالى العقاب لسامعي الغناء والمعازف في الدنيا ، وهو عقاب شديد .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَتَى ذَاكَ ؟ قَالَ : إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ ) رواه الترمذي (2138) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
فالأمة مهددة بهذه العقوبات إذا ظهرت المعازف والقينات (المغنيات) .
وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن جماعة يذهبون إلى أصل جبل ، يسمعون المعازف ويشربون الخمر ، فيخسف الله بهم الجبل ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة . رواه البخاري . ورواه ابن ماجه بلفظ (4020) : (لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا ، يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
فعلى المؤمن أن يجتنب ما يغضب الله تعالى .
وأما بالنسبة للكفارة ، فيجب عليها كفارة واحدة.
والله أعلم
تعليق