الحمد لله.
هذا من الكذب والدجل الرخيص السمج ، الذي يقدم عليه أفاكون مختلقون لا يتقون الله تعالى ولا يخافونه ، ولا يعلمون عقوبة من يكذب في رؤياه ، وقد انتشر هذا الأسلوب الرديء في ترويج بعض الرسائل الفارغة التافهة ، فيقال : من نشرها حصل له كذا وكذا ، ومن لم ينشرها عوقب بكذا وكذا ، وكأن نشرها واجب يأثم الإنسان ويعاقب عليه ، وهذا الإيجاب لا مستند له في الشريعة ، وليس لأحد أن يحلل أو يحرم أو يوجب على الناس شيئاً إلا بدليل صحيح ، كما أن هذه الرسائل يغلب عليها الضعف والركاكة والتفاهة، ولا يبعد أن يكون واضعوها ممن لا يدينون بالإسلام أصلا ، ويريدون السخرية من أهله ، أو يكونوا من الجهلة الذين يستحلون الكذب بحجة أنه لنشر الخير ، كما كان يكذب بعض الرواة قديما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون : نحن نكذب له ولا نكذب عليه !
وقد جاء في شأن الكذب في الرؤيا ما روى البخاري (7042) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ ، وَلَنْ يَفْعَلَ ) .
وروى البخاري (3059) عن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ ، أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ ) .
فالحذر الحذر من الكذب في الرؤيا ، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن نشر الكذب وترويجه .
وأما كون الرسام المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم مات بالحرق ، فلم نقف عليه ، ولا يستبعد ذلك ، فإن عادة الله تعالى في المتنقص من نبيه صلى الله عليه وسلم هي تعجيل عقوبته وأخذه في الدنيا ، مع ما ينتظره من العذاب الأليم في الآخرة .
ولو صح هذا الخبر ، لما كان لزاما على كل من علمه أن ينشره ، لا مرة ولا خمسا وعشرين مرة ، فضلا أن يقال إن من لم ينشره سيعاقب بكذا وكذا ، فهذا كما قلنا كذب قبيح ، ودجل رخيص ، يجب الحذر والتحذير منه ، حتى يكف الناس عن هذا الأسلوب في الدعاية والترويج .
والله أعلم .
تعليق