الحمد لله.
يجوز العمل في تصميم المواقع الإلكترونية ، بشرط خلو المواقع من المحرمات ، والدعاية والترويج لها ؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، ولما فيه من إقرار المنكر ، والرضا به ، بل والإعانة على وجوده وبقائه ، وما كان كذلك فتحريمه لا يخفى ؛ لقوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِن لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) رواه مسلم (49) .
فلا يجوز أن تضع في الموقع روابط لدور السينما أو مواعيد السهرات ، ونحو ذلك مما فيه إعانة على المعصية ، ولا أن تضع أركانا لهذه الأمور ، ولو بدون تطوير .
وإنما يقتصر عملك على المباح فقط ، مع نصح صاحب الموقع ألا يزيد عليه شيئا مما يغضب الله تعالى ، فإن ذهب إلى غيرك ليضيف له هذه الأركان ، أو عملها بنفسه ، فلا إثم عليك ، لكن لو تركت التعامل مع من تظن أنه سيزيد على تصميمك ويدخل عليه شيئا مما يعين على المنكرات ، كان خيرا لك .
ولا تحملنك الرغبة في العمل على فعل ما يقدم لك من حلال وحرام ، بل اتق الله تعالى ، واعلم أن الرزق بيده ، وأن الخير والفلاح في طاعته ، وأن عاقبة الحرام إلى قلة وذلة .
نسأل الله تعالى لك العون والتوفيق والسداد والرشاد .
والله أعلم .
تعليق