الحمد لله.
إذا كان الطالب يعرف تشخيص المرض ، وأخبره به المريض بلا سؤال منه ، فلا حرج على الطالب أن يكتب ما عرفه ، ولا يعتبر ذلك غشا ، لأنه كان يعرف الجواب قبل أن يخبره به المريض.
أما إذا كان لا يعرف تشخيص المرض ، لكن المريض أخبره عنه دون أن يسأله ، أو عرف تشخيصه من بعض الزملاء دون تعمد منه ، كأن يكون تطرق إلى سمعه ، فعليه في هذه الحالة أن يخبر الطبيب المشرف على الامتحان ، ويطلعه على حقيقة الحال . هذا هو الورع ، وهذا هو الأفضل .
وإن استفاد مما سمعه ، وكتبه في الاختبار فنرجو ألا يكون عليه حرج في ذلك ، لأنه لم يتعمد ذلك ، ولم يقصده ، وقد سمعنا شيخنا محمد بن العثيمين رحمه الله يُسأل عن الطالب في قاعة الاختبار ، يسمع بلا قصد منه إجابة سؤال ممن حوله من الطلبة لم يكن يعرفه ، فهل يجوز له كتابته أم لا؟
فأجاب ، بأن ذلك جائز ، لأنه لم يتعمد الإثم والمخالفة ، وجعل ذلك شبيهاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصائم : (إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ) رواه البخاري (1933) ومسلم (1155) . وعند الدارقطني : (فإنما هو رزق ساقه الله إليه) . قال ابن القيم : هذا إسناد صحيح .
والله أعلم .
تعليق