الحمد لله.
ليعلم أن من أعظم أسباب ضلال بني آدم غلوهم في الصالحين ، ومن أعظم أسباب الافتتان بهم : ما يحصل عند قبورهم من الغلو والشرك بالله ، وصرف العبادات ، من الطواف والذبح والنذر لغير الله تعالى .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ قال : ( [ اللهم ] لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا ، لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ) رواه الإمام أحمد (7311) ، وصححه الألباني .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ ) . رواه أبو داود (2042) ، وصححه الألباني .
وإن من أعظم ما يدل على بطلان ما يفعله هؤلاء القبوريون عند قبورهم : أنك تجدهم مختلفين في كثير من هذه الأماكن ، فأهل مصر يزعمون أن قبر زينب رضي الله عنها في مصر ، ويفعلون عندها من البدع والخرافات ، بل من الشرك والضلال ما الله به عليم .
وهكذا أهل سوريا كما ذكرت ، يفعلون نفس الشيء عند قبرهم المزعوم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" أما هذه المشاهد المشهورة فمنها ما هو كذب قطعا .. "
ثم قال :
" وأصل ذلك أن عامة أمر هذه القبور والمشاهد مضطرب مُخْتَلق ، لا يكاد يُوقَف منه على العلم ، إلا في قليل منها ، بعد بحث شديد ؛ وهذا لأن معرفتها وبناء المساجد عليها ليس من شريعة الإسلام ، ولا ذلك من حكم الذكر الذي تكفل الله بحفظه " .
ينظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (27/444) وما بعدها ، ويراجع كتاب : تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ، للشيخ الألباني رحمه الله .
والله أعلم .
تعليق