الحمد لله.
أولا :
جلوس المرأة عموما في مجالس النساء ينبغي أن يتسم بالاحتشام في الملبس ، والتأدب في القول ، وخاصة إذا كانت مجالس وعظ وتذكير ، أو كانت لمدارسة القرآن والعلوم الشرعية ونحو ذلك .
ولكن لا يشرع في حقهن التحجب بدعوى رؤية الملائكة لهن ، فيعاملن الملائكة معاملة الرجال الأجانب ، أو يكون ذلك منهن على سبيل الاستحياء ومزيد الاحتشام .
فإن هذا فعل لا دليل عليه ، وتشريع في دين الله بما لم يأذن به الله ، ولو صح ذلك : لكان ينبغي على المرأة أن تلبس الحجاب في بيتها أيضا ، لأن الملائكة لا تزال الملائكة تراها هناك .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
هل صحيح أن جلسات الذكر النسائية لا تحضرها الملائكة ، إذا كانت النساء كاشفات لشعورهن ( أي غير متحجبات ) ؟
فأجاب : " لا أعلم لهذا أصلا ، ولهن أن يقرأن ويذكرن الله عز وجل ، وإن كن كاشفات رءوسهن ، إذا لم يكن عندهن أجنبي ، ولا يمنع ذلك من دخول الملائكة " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (24 / 85)
وأما جلوس المسلمة في مجالس الذكر والوعظ والقرآن محتشمة في لباسها ، متأدبة في أقوالها ، عاقلة في أفعالها : فهذا أمر تحمد عليه ، وجدير بها أن تلزمه ؛ فإن التأدب ومراعاة الحشمة في مجالس الذكر والقرآن أمر مشروع مرغوب فيه .
قال النووي رحمه الله :
" يُستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبل القبلة ، ويجلس متخشعاً بسكينة ووقار ، مُطرقاً رأسه ، ويكون جُلوسهُ وحده في تحسين أدبه ، كجلوسه بين يدي معلمه ، فهذا هو الأكمل . ولو قرأ قائماً أو مضطجعاً أو في فراشه ، أو على غير ذلك من الأحوال : جاز " انتهى .
"مختصر التبيان" (ص 17) .
والله أعلم .
تعليق