الحمد لله.
لا يجوز مصافحة المرأة الأجنبية ؛ لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (5045) .
ولأن مس يد المرأة والقبض عليها من أسباب الفتنة وثوران الشهوة . ولهذا أفتى أهل العلم بتحريم مصافحتها ولو مع حائل كالقفازين .
وينظر جواب السؤال رقم (43104)
ورقم (2459)
، وإن كانت المصافحة من غير حائل أشد إثماً وتحريماً .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يوجد بعض العادات من بعض الناس يصافح النساء
ولسن محارم له ، وتأتي المرأة وتضع جلبابها وبخناقها وتصافح الرجل ، وعندما ينكر
عليه بعض الناس يقول : أنا ما صافحتها ، هي وضعت ثوبها أو جلبابها وأنا ما صافحتها
، ما الحكم؟
فأجاب : "الحكم أنه لا يجوز للرجل أن يصافح من ليست محرماً له ، لا مباشرةً ولا من
وراء حائل ؛ لأن المصافحة من وراء حائل يقبض الإنسان على اليد ويجسها ، فلا يجوز له
أن يصافحها سواء بحائل أو بغير حائل" انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (9/31) .
وظاهر سؤالك أنك تعمل في مكان مختلط ، والاختلاط في العمل محرم لما يلزم منه من ارتكاب المحظور غالبا ، كالنظر أو اللمس أو الخلوة أو تعلق القلب وفتنته .
وما ذكرته من تسلط هذه المديرة وإصرارها على المصافحة ، يقال مثله في النظر والخلوة ، فإنها قد ترفض صرف نظرك عنها أو عن المريضة عند مخاطبتها ، أو امتناعك عن البقاء معها في غرفة واحدة ، وهذا ما يدلك على قبح العمل المختلط واستلزامه لكثير من المحظورات .
فالنصيحة لك أن تبحث عن عمل بعيد عن الاختلاط ، فإن تعذر ذلك ، فيجب الفرار من كل محظور ، كالمصافحة والنظر ، ولو أدى ذلك إلى ترك العمل والانتقال إلى مكان آخر . ومعلوم أن النظر إلى الأجنبية محرم ، وإنما عفى الشرع عن نظرة الفجأة التي لا يقصدها الإنسان .
قال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) النور/30، 31 .
وروى مسلم (2159) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي .
نسأل الله لنا ولك العون والتوفيق والسداد .
والله أعلم .
تعليق