الحمد لله.
نسأل الله لك الثبات والرشاد ، وأن يعينك على قول الحق والصدع به ، والقيام بواجب الدعوة إلى الله على بصيرة ، ابتغاء وجهه .
واعلمي أن نصيحتك لأولئك المعلمات ، وأمرهن بالمعروف ونهيهن عن المنكر ، هو أمر كريم تحمدين عليه ، فنسأل الله أن يزيدك توفيقاً وهدى وإيماناً ، وأن ينفعك وينفع بك .
وأما إهداؤهن الكتب الشرعية ، فمن الممكن أن تستغني عنه ، احتياطاً لدينك ، وبعداً عن شبهة الرشوة ، أو التأثير عليهن ، في الوقت الذي لهن عليك نوع من السلطة والولاية ، والتيقد تحملهن على محاباتك في الدرجات ، أو نحو ذلك ؛ فإن القلوب جبلت على محبة من أحسن إليها .
وبالإمكان أن تستغني عن ذلك بأن تكون الكتب التي يعطينها لهن : عارية ، تقرؤه الواحدة منهن ، ثم ترده إليك ؛ فهذا أحوط وأبرأ للذمة ، ثم إنه قد يكون أنفع ، لتضمني أن المعلمة ستقرؤه ، ومن الممكن أن يفتح ذلك التبادل باباً للحوار بينك وبين المعلمة ، ومناقشتها في مضمون الكتاب.
ثم إذا كنت راغبة في إهدائها كتاباً ، فاحتفظي بهذا الكتاب ، إلى أن تنتهي مدتك الدراسية في المدرسة ، وقبل انتقالك إلى مكان آخر ، أو انتقالها هي لبلدها : يمكن أن تعطيها ما شئت من الهدايا ، إذا زالت ولايتها عليك ، وارتفع سلطانها عنك .
وبالإمكان أن يقوم غيرك من الأخوات الصالحات ، والمهتمات بأمر الدعوة ، بمساعدتك في هذا الدور ، ليكون أبعد عن ذلك الحرج .
وينظر جواب السؤال رقم (139393) ، ورقم (82386) .
والله أعلم .
تعليق