الحمد لله.
"لا أعلم شيئاً في هذا ، ولا أحفظ أنه ورد عنه شيء في هذا عليه الصلاة والسلام ، وإنما ورد الإشارة بالسبابة في التشهدين ؛ التشهد الأول والتشهد الأخير ، في هذا كان يرفع سبابته عليه الصلاة والسلام إشارة للتوحيد ، وأما بعد الفراغ من الذكر من أذان أو من إقامة فلا أحفظ شيئاً في هذا ، إلا أنه صلى الله عليه وسلم شرع للناس أن يجيبوا المؤذن والمقيم ، وأن يقولوا بعد الأذان وبعد الإقامة بعد أن يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقولوا : (اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ) ، وقال حين يفرغ من الوضوء : (من قال حين يفرغ من الوضوء : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ) زاد الترمذي رحمه الله : (اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ) وهذا بإسناد صحيح ، فيشرع أن يقول ذلك بعد الوضوء : (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ) وجاء في رواية : (ثُمَّ يرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ) ، لكن لا أحفظ في شيء من الروايات الإشارة بالسبابة في هذا ، ولا بعد الإقامة ولا عند الدخول في الصلاة ، إنما هذا في التشهدين ، كان يشير بإصبعه السبابة في التشهد الأول والتشهد الأخير" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (2/1049) .
تعليق