الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

صدقة من عليه دين

154043

تاريخ النشر : 26-10-2010

المشاهدات : 30551

السؤال

بارك الله فيكم على هذا الموقع المفيد وجعله في موازين حسناتكم ... هل يجوز أن أتصدق وأنا علي مبلغ من المال لدى شركات الاتصالات مثلاً ..؟ ووضعي معها بالتفصيل :أسدد بشكل دوري لتلك الشركات , لكن قد يأتي شهر أسدد 200 ريال وشهر 500 ويبقى مبلغ لم أسدده إما لأنه غير مفوتر أو هناك فرصة للتسديد في الشهر الذي يليه ونيتي بالطبع أن أسددها كاملة بإذن الله . و ما رأيكم بمن يتصدق بنصف ماله ويدعو الله بأنه تصدق بنصف ماله ,وهو قليل أصلاً ربما يكون كل مايملك 2000 ريال فقط .. وجزاكم الله خيراً ..

الجواب

الحمد لله.


أولا :
يجوز لمن عليه دين أن يتصدق إذا لم يكن الدين حالا ، وكان يرجو سداد دينه من مصدر آخر كالراتب ونحوه . فإن كان الدين حالا فإنه يقدم سداد الدين على الصدقة ، بل نحرم عليه الصدقة إذا كان ذلك يعرض الدين للتأخير أو الضياع على صاحبه ، وكذا الحكم لو كان الدين مؤجلا وخشي إن تصدق مما معه أو ببعضه أنه لا يجد وفاء لدينه إذا جاء أجله .
قال النووي رحمه الله في المنهاج : " ومن عليه دين أو وله من تلزمه نفقته يستحب أن لا يتصدق حتى يؤدي ما عليه . قلت : الأصح تحريم صدقته بما يحتاج إليه لنفقة من تلزمه نفقته أو لدينٍ لا يرجو له وفاء , والله أعلم " انتهى من "مغني المحتاج" (4/ 197).
وينظر جواب سؤال رقم : (115699 ).
ثانيا :
يجوز التوسل إلى الله بالعمل الصالح من صدقة وغيرها ، كأن يقول : اللهم إني تصدقت بنصف مالي ابتغاء وجهك ، فاغفر لي ، ونحو ذلك ، كما في قصة أصحاب الغار ، ولا يضر كون المال قليلا ، فإن الصدقة عمل صالح ولو كان بشق تمرة .
وقد روى النسائي (2480) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، قَالُوا : وَكَيْفَ؟ قَالَ : كَانَ لِرَجُلٍ دِرْهَمَانِ تَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا ، وَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُرْضِ مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا ) وحسنه الألباني في صحيح النسائي .
وروى أبو داود (1428) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ( جُهْدُ الْمُقِلِّ وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
و(جُهد المقل) أي قدر ما يحتمله حال قليل المال . كما في عون المعبود شرح سنن أبي داود .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة