السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

يعمل مدرساً للإنشاد والموسيقى

158106

تاريخ النشر : 17-04-2011

المشاهدات : 9667

السؤال

أتوجه بالشكر والتقدير إلى القائمين على هذا الموقع و خاصة فضيلة الشيخ محمد الصالح المنجد وجعله الله في ميزان حسناتكم و اشهد الله جل و علا أني أحبكم في الله. لقد نشأت في أسرة ومجتمع لا يهتم بالدين( تضييع لأوقات الصلاة و عدم الإقبال على تعلم وإتباع السنة، معرفة الأمور الواجبة على المسلم ). فلم يكن لي علم في ذلك الوقت بالحلال والحرام حتى الدولة لا تهتم بهذا الأمر لا في التعليم و لا في خطب الجمعة و لا في البرامج التلفزية.... توجهت في ذلك الوقت بموافقة من والداي وتشجيعهم لدراسة العلوم الموسيقية في اكبر المعاهد بهذه الدولة إلى أن تحصلت على الشهادة العلمية وانتقلت إلى الدراسة العليا و بالتوازي كنت أنفق على نفسي بالعزف على آلة موسيقية مع الفرق العربية المعروفة و بعد ما أتممت الدراسات العليا و حصلت على الأستاذية ونجحت في مناظرات للتخرج في رتبة أستاذ تعليم إعدادي، زاولت مهنة التدريس . بعد هذا هداني الله بتوبة وحافظت على الصلوات في المسجد تابعت دروس العلم من المواقع الإسلامية على الانترنت و من القنوات الفضائية المباركة (هذا لان دروس العلم ممنوعة ببلدنا) و طالعت كتب العلم اليسيرة ومنها كتبكم و فتاواكم فعرفت حرمة المعازف فاعتزلت المسارح و العزف خلف الفنانين، حتى إني لم المس الآلات الموسيقية منذ أكثر من عام كامل. ألان سؤالي هو هل عملي كأستاذ للإنشاد ولتدريس لمحات تاريخية عن الموسيقى و الشخصيات الموسيقية و تعليم الجانب التقني للموسيقى كرسم الأشكال و النوتة (مع العلم أني استطيع تجنب تدريس الآلات الموسيقية و الاقتصار على تعليم الأناشيد التي فيها معاني سامية ك"بر الوالدين، الصلاة، غزة "الخ... ) حرام أم فيه شبهة أم حلال؟ سؤالي الثاني هو في حالة أن هذا العمل و كسبه حرام ماذا افعل وقد لا أحسن أي شيء غير مجالي هذا مع أني استطيع التحول إلى عمل إداري بالمعهد و لكن بعد خمس سنوات خبرة على الأقل في التدريس ؟ أرجو منكم إفادتي بإرشادكم و اعتذر على الإطالة و جازاكم الله الجنة .

الجواب

الحمد لله.


إن مما يسعد القلب ما من الله عليك به من الهداية إلى طريقه ، ونحمد الله أن من عليك فتركت ذلك العمل الذي تعلمته ، ودرسته ، وكنت تترزق منه ، رغم أنه ربما جلب عليك من المال أكثر من غيره ، لكن العبرة ليست هنا بالكثرة والقلة ، وإنما العبرة بما أحل الله لعباده ، وأذن لهم فيه .
وينظر جواب السؤال رقم (47779)
وأما ما سألت عنه من عملك الجديد ، فيقال فيه :
أولا : الإنشاد إن كان خاليا من الموسيقى ، وكانت معانيه طيبة صالحة متوافقة مع العقيدة الصحيحة ، والأدب الشرعي : فلا حرج فيه : إنشادا ، أو تدريسا ، أو معاونة .
فإن أخل بواحد من هذه الشروط : لم يجز الاشتغال به .
ثانيا : تدريس لمحات عن تاريخ الموسيقى : إن لم يكن ذلك مصحوبا ببيان تحريمها في الشرع ، وعدم جواز الاشتغال بها : فلا يجوز ؛ لأن في ذلك اللون من التدريس إقرارا لها ، وتعظيما لشأنها . وأما مع بيان حرمتها ، وتنفير النفوس منها ، فلا يظهر لنا حرج فيه إن شاء الله ، مع الأخذ في الاعتبار حاجتك إلى هذا العمل .
ثالثا : تعليم الجانب التقني الذي ذكرته ، كرسم الأشكال ، وكتابة النوتة ، ونحو ذلك ، لا يختلف - فيما يظهر- عن تعليم غيره من جوانب الاشتغال بالموسيقى ، لأن كتابة النوتة ونحو ذلك هي جزء من ذلك العمل المحرم ، الذي هو العزف والغناء ، أو إعانة عليه ؛ وقد قال الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 .
وفي صحيح مسلم (1598) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : ( لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ ) ، وَقَالَ : ( هُمْ سَوَاءٌ ) .
وفي سنن أبي داود (3674) وغيره ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ ) صححه الألباني .
وينظر جواب السؤال رقم (111521)، ورقم (103181)
والواجب عليك أن تسعى في طلب عمل بعيد بالكلية عن ذلك المعهد الذي يعلم العمل المحرم ، ويعين عليه ، ويؤهل أهله له .
وليعلم العبد أن الله جل جلاله أكرم من أن يضيع من اتقاه ، وطلب رضاه ، وأنه من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه ؛ وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/2-3
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب