الحمد لله.
أولاً :
ما فعله ذلك الرجل نوع من أنواع السحر ، ويسمَّى " سحر العطف " ، وقد جاءت تسميته في الشرع " التِّوَلة " ، وحكم عليه الشرع أنه شرك .
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعود رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ) .
رواه أبو داود (3883) ، وابن ماجه (3530) ، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
قال ابن الأثير الجزري – رحمه الله - :
(التِّوَلة) : ما يُحبِّب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره ، وجعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى .
انتهى من " النهاية في غريب الحديث " ( 1 / 200 ) .
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - :
والتوَلة : شيءٌ كانت المرأة تجلب به محبة زوجها ، وهو ضرب من السحر ، وإنما كان ذلك من الشرك لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله .
انتهى من " فتح الباري " ( 10 / 196 ) .
وحكم ذلك الرجل دائرٌ بين وقوعه في الشرك الأكبر أو الأصغر .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
وقوله : ( شِرك ) هل هي شرك أصغر أو أكبر ؟ .
نقول : بحسب ما يريد الإنسان منها ، إن اتخذها معتقداً أن المسبِّب للمحبة هو الله : فهي شرك أصغر ، وإن اعتقد أنها تفعل بنفسها : فهي شرك أكبر .
انتهى من " القول المفيد على كتاب التوحيد " ( 1 / 129 ) .
ثانياً :
أما ما يجب عليه الآن : فأمور :
1. التوبة الصادقة والندم على ما فعل ، مع العزم على عدم العوْد لمثله .
2. أن يُتلف ذلك الحرز بالتقطيع أو التحريق ، ويفضَّل أن يقرأ عليه قبل ذلك :
المعوِّذات والفاتحة وآية الكرسي .
3. توصية الزوجة بوقاية نفسها بالأذكار الشرعية ، مع الوصية بعدم إخبارها بما فعل ؛
لئلا تسوء العشرة بينهما .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
ومن العلاج أيضاً : إتلاف الشيء الذي يظن أنه عمل فيه السحر من صوف أو خيوط معقدة
أو غير ذلك مما يظن أنه سبب السحر , مع العناية من المسحور بالتعوذات الشرعية ومنها
التعوذ " بكلمات الله التامات من شر ما خلق " ثلاث مرات صباحا ومساء وقراءة السور
الثلاث المتقدمة – وهي " الإخلاص " و " الفلق " و " الناس " - بعد الصبح والمغرب
ثلاث مرات ، وقراءة آية الكرسي بعد الصلاة ، وعند النوم .
ويستحب أن يقول صباحاً ومساء " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في
السماء وهو السميع العليم " ثلاث مرات ؛ لصحة ذلك كله عن النبي صلى الله عليه وسلم
, مع حسن الظن بالله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأنه هو الذي يشفي المريض إذا شاء.
انتهى من " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 7 / 80 ، 81 ) .
والله أعلم.
تعليق