الحمد لله.
أولاً:
" الويكيبيديا " كلمة مركبة تأتي من الكلمتين " ويكي ويكي (wikiwiki) " و " انسايكلوبيديا (encyclopedia) " ، الكلمة الأولى تأتي من لغة هاواي وتعني " سريع " والكلمة الثانية تأتي من اللغة الإنجليزية وتعني " موسوعة " – كما جاء في موقع الموسوعة نفسها - .
وهو موقع غير ربحي يقوم على تقديم معلومات عامة في التاريخ والجغرافيا والفلسفة والرياضيات والأديان والتراجم والأعلام وغير ذلك ، ويسعى القائمون عليه ليكون أكبر وأضخم موسوعة حرة يمكن الاعتماد عليها ، ويقوم صاحب الموقع في كل عام بطلب التبرع لموقعه ؛ ليتم الصرف على تشغيله وتطويره ، وقد احتل الموقع مرتبة متقدمة في المواقع الأكثر دخولاً عليها من الناس ، ويرفض صاحبه الاستفادة من الشركات التجارية بالإعلان في موقعه ، ويزعم أنه يقدِّم للناس معلومات ليس وراءها أهداف سوى العلم المجرد ، وفي الموقع ميزة لا توجد في غيره وهي أنه يمكن لأي شخص أن يغيِّر في محتوى المعلومات في الموقع من خلال تحرير النص ! ومن هنا فإن كثيراً من المؤسسات العلمية والجامعات العالمية لا يعدُّون الموقع مكاناً للمعلومة الموثقة المحققة المدققة ، وبحسب كلام الأخ السائل فإن تحرير النصوص لا يطال ما يحرفه اليهود في التاريخ ! .
ثانياً:
الذي نراه أن لا يتبرع المسلمٌ بأي مبلغ مالي - ولو قلَّ - دعماً لذلك الموقع ؛ لما
فيه من نصوص كفرية وإلحادية وسب لله تعالى ، وبالنظر فيما هو مكتوب فيها في قسم "
الأديان " ترى العجب العجاب من التسويق والدعاية للديانات الوثنية ، والإلحادية ،
كالهندوسية والبوذية والسيخية والشيوعية ، وتجد في تعريف النصرانية التصريح القبيح
في تعريف عيسى عليه السلام بأنه ابن الله ! فكيف يجوز للمسلم أن يساهم بدعم هذا
الموقع وتطويره وتقويته ؟! .
واعلم أن هذا الموقع السيء قد تلقى أكثر من 180 ألف – وهذا العدد تضاعف كثيراً لأنه
كان قبل ثلاث سنوات تقريباً - طلب لإزالة بعض الصور المرسومة لنبينا محمد صلى الله
عليه وسلم موجودة على الموقع وقد رفض رفضاً قاطعاً ! فهل مثل المواقع التي يديرها
طائفة من الكفرة والملحدين يجوز أن يكون لنا فيها سهم نشاركهم بسببه فيما يكسبونه
من آثام وذنوب ؟!.
ولو شئنا تتبع ما في الموقع من مخالفات لطال بنا الأمر – كتتبع ما يُكتب في السياحة
والموسيقى والأفلام - وما ذكرناه كافٍ للقول بتحريم دفع أي مبلغ لهذا الموقع ،
وليعلم المسلم أنه لن تزول قدمه يوم القيامة حتى يسأله ربه تعالى عن ماله فيم أنفقه
، فلا ينبغي أن يكون شكر الله تعالى على ما أنعم على المسلم من مال أن يجعله في نشر
الكفر والإلحاد وسب الله تعالى وإيذائه .
وإننا إذ نثني عليك خيراً لشعورك الطيب في رد الجميل لأهله ، إلا أننا نريد منك أن
تضع نصب عينيك واقع ما تريد دعمه والتبرع لصالحه ، وليكن هذا الدعم منك للمواقع
الإسلامية التي يقوم عليها أهل السنَّة ، والتي تنشر الخير وتعلِّم الناس وتدعوهم
إلى التوحيد ، وليكن هذا الدعم للقنوات الإسلامية الصافية من الشوائب ، وليكن هذا
للدعاة من أهل السنَّة ، وغير ذلك من مشاريع تفيد المسلمين في دينهم وتساهم في
إخراج الكفار من الظلمات إلى النور .
والله أعلم
تعليق